مهند محمود شوقي
لست من المؤمنين بأن الصدفة هي من صنعت المستحيل وإذا افترضنا ذلك سيكون التاريخ من صناعة المبهم المستحيل ! لذلك اميل في حالة التفسير إلى المطلق حيث الأساس ومنه إلى الشعور بشعوب آمنت بحاضرها الذي بناه ماضيها لسرد حقائق قد لا تحتاج إلى تأويل ولا تفسير.
وهنا اثني على الكتب التي تناولت تاريخ الحضارات ومنها القريب فالابعد بحكم تراثنا في إقليم كوردستان وما نشهده الان من حوادث سجلها المختصين بعلوم الجيولوجيا بعد اكتشاف كهف شاندر في إقليم كوردستان و بقايا جمجمة المرأة التي اكتشفت مؤخرا داخل كهف في إقليم كوردستان والتي يعود تاريخها إلى نحو 75 ألف سنة، حيث تم إعادة ترميمها لاستخدامها في إنتاج فيلم وثائقي جديد من إنتاج “نتفليكس” تحت عنوان “أسرار النياندرتال”.
ونحن ككورد بشهادة العالم أجمع حيث تاريخ نضالنا وحيث مقابر أجدادنا التي وإن رسمتها حدود الامس القريب من سايكس بيكو إلى معاهدة سيڤر وما تلاها من أحداث سجلتها و وثقتها شواهد الانفال وحلبجة وما سبقها من ثورات ايلول وگولان وما تلاها حتى مطلع التأريخ الجديد ! حيث ما عرف بالعراق الديمقراطي الجديد والحقوق حيث التضحيات ! ومبادئ القيم حيث الوقوف أمام اقسى دكتاتورية عرفها العالم و شهدتها أمريكا لتأتي وتكون محررة للجميع وفق الحقوق من دون تسميات مازلنا أسفا نصارع المستحيل
لا يبدو أن الخلل فيمن قرأ التاريخ يلوح في إشارة إلى أن الكورد كانوا يوما ضد الحقوق ! وضد السلام ! على اعتبار أن التوثيق خط بشهادة الجميع والجميع مع حيث الجمع هو العالم الابعد فالقريب
والادلاء بشهادة البعيد والقريب يتفق بأن ارض إقليم كوردستان لطالما كانت هدفا بل أهدافا لقمع حق الشعب الكوردي على مر تلك السنوات الطوال …. سيما وأن الثوابت في زمن المتغيرات تؤكدها شهادة التكنولوجيا حيث أعراف الإعلام وما تسجله كاميرات المواقف ثباتا حيث الحقوق.
قد يكون المدخل هذا وفق الشرح للحالة كافيا بأن بوادر الديمقراطية في العراق الحديث بدأت من إقليم كوردستان حين تشكل اول برلمان انتخبه الشعب عام 1992 بمشاركة جماهيرية ذاقت الأمر من حكم دكتاتورية أو دكتاتوريات تعود بنا من حيث التقسيم الاول لما ذكرته من معاهدات دولية سلبت الشعب الكوردي حقوقه … صفة الأحقية تعطى دون شعور لشعب ابيد كل بيت فيه عن بكرة أبيه أو تهجر أو تعرب لانه كوردي مؤمن بحقوقه وحقوق الجميع .
يأخذنا التاريخ بعد ذلك لقبول شراكة أعطت لقيادة الكورد بصوت الشعب الكوردي للبارزاني والطالباني حق التمثيل لعراق قيل انه سيكون بعد عام 2005 عراقا ديمقراطيا فيدراليا ينصف الجميع … ومرت تلك السنوات من دون تثبيت لحقوق كتبها الدستور بصوت العراقيين ومنهم الكورد المؤسسين لفيدرالية امست بكل مافيها أضغاث احلام مازالت حتى الآن تعاود آمالها حيث الحقوق المغيبة وعلى أقل تقدير إلى من انيطت لهم مسؤولية القرار بصوت الشعب ومن باب الوفاء بالعهد
وقد يستوقفنا التاريخ ذكرا بدور ملا مصطفى بارزاني رحمه الله وهو يقود صفوف البيشمركة وتلك الثورات الطوال منذ أن أسس حزب هيوا (الامل) عام 1939 ولغاية عام 1946 والذي تحول فيما بعد إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، إلى حيث تكملة المسير ليومنا هذا… بدافع السلام بين الجميع واحقاق الحقوق بين الأمم … ولا يخفى على القارئ المتمعن دون غيره أن ثمة عوامل خارجية وإقليمية حالت دون أن يتوحد صوت الكورد في إطار واحد طوال العقود الطويلة الماضية ، لكنها (هذه العوامل) فشلت في مواجهة الموقف الكوردستاني الواحد حيال الاستفتاء بعد دعوة الرئيس مسعود بارزاني عام 2017 وضمن دستورية القرار الذي أقر بصوت العراقيين عام 2005 بمباركة وشهادة العالم به كدستور يحق له أن يمثل عراق ما بعد حكم الدكتاتورية وويلات ما أسفرت عنها طوال الـ 35 عام … ليكون اختبار الاستفتاء كفيل بإيمان شعب إقليم كوردستان بقيادته الممثلة حصرا بالرئيس مسعود بارزاني بعد نسبة مشاركة فاقت الـ 94% بشهادة منظمات وإعلام العالم الذي كان يغطي وينقل صورة شعب مؤمن بقيادته وبكل حرية للتعبير عن رأيه وبكل وضوح .
حتمية السرد تعود بنا لقبول الكورد بتلك الشراكة بعد مؤتمرات المعارضة في اربيل والنمسا ولندن ومن الأساس الذي تشكل به العراق الجديد بعد ثورة الجنوب في العراق عام 1991 (الشعبانية) وما اتفق معها توقيتا وما قابلها في إقليم كوردستان الى أن تشكلت اولى بوادر الحكم الجديد بعد عام 2003 بقبول شراكة أعيد واذكر أنها ولدت لتنصف الجميع
لعب الديمقراطي الكوردستاني منذ أن تشكلت اولى بوادر الحكم في العراق الديمقراطي الجديد عام 2004 دورا بارزا في إضفاء مفهوم الديمقراطية من حيث الالتزام بمبادئ الحقوق وتوزيعها بين الجميع من دون أن يتنازل عن حقوق شعبه التي جاءت بعد تاريخ من الكفاح والنضال لنيل الحقوق ولربما هذا الأساس القوي وفق المبدأ دون القبول بالتنازل كان سببا لعدم فهم الجانب الآخر من سلطات العراق ذات الأربع سنوات المتوالية و المتتالية طوال الدورات الماضية والتي لطالما كانت تشكل في مصيف صلاح الدين (پيرمام) من أن تتقبل تلك الشراكة من مفهوم ديمقراطي لا مركزي وهو الأساس على أقل تقدير و اوضحه وقد لا يحتاج إلى تفسير يعود بنا استنادا لمقولات البارزاني الخالد والرئيس مسعود بارزاني في جعل السلام والإيمان بحقوق الجميع هو الغاية ولا تنازل عن المبدأ الأساس ، لذلك صار إقليم كوردستان وهو جزء من العراق إقليما له خصوصيته يؤمه الجميع ويتعايش فيه الجميع بلا استثناء كوردا وعربا وتركمانا ومسيحيين وأيزيديين وصابئة مندائيين وكاكائيين ومن يبحث عن السلام في كل زمان .