تتشابه المهن والأعمال التي يمارسها الإنسان في الخطوط العريضة منها وإن اختلفت في دقائق التفاصيل، وهذا ما يمنحها فرصة كبيرة للتكامل فيما بينها، ودليل على أن قدرات الإنسان متباينة في المجالات المختلفة، أي انه قد يكون متميزاً في مجال معيّن ويكون ذو أفق محدد في مجال آخر.
ومن الممكن ان تكون بعض المهن اكثر قرباً وتشابهاً، لذا فإن اصحاب هذه المهن يتصفون بصفات تكاد تكون موحدة في القوة والإرادة والصبر والتحمل.
مهنة حفظ الأمن وحماية المجتمع شاقة جداً وتحتاج الى الكثير من الجهد والوقت والصبر بالاضافة الى المهارة والخبرة والالتزام والحب والطاعة.
كما وان مهنة الصيد ونقصد هنا صيد الأسماك دون غيرها من أنواع الصيد، تحتاج الى معرفة الكثير والارادة والعزيمة والصبر وغيرها من الأمور المهمة المتعلقة بالصيد.
نريد في هذا المقال أن نبين عدداً من نقاط التشابه والترابط بين مهنة رجال الأمن والصيادين على الرغم من اختلافهما في أمور كثيرة وتفاصيل دقيقة، منها:
– اختيار البيئة، من الأمور المهمة في كلا المهنتين هو اختيار البيئة المناسبة للعمل فيها، فلا يمكن لصيادالأسماك أن يختار بيئة مناسبة له ولا يوجد فيها اسماك أو انها تحتوي على أسماك كبيرة لا تتحمل صنارته على صيدها او انها صغيرة بحيث يصعب صيدها او أن تقف عند حدود شباكه، بل تستطيع عبورها، كما عليه أن يختار الوقت المناسب، فللصيد أوقات ومواسم معينة وأن الصياد الماهر هو من يستطيع إختيار الوقت الملائم لذلك وإلا ستذهب جهوده هباءً منثوراً. كذلك رجل الأمن عليه أن يكون ماهراً في اختيار بيئة عمله متناسبةً مع قدراته ومهاراته وحاجته الى المعلومات اللازمة وإلا سيكون فريسة سهلة للنيل منه وهدر طاقاته، كما عليه أن يكون موهوباً جداً في تحديد الوقت المناسب لذلك فليس كل الأوقات ملائمة للقيام بعمله.
– مهارة ما يريده المقابل، يجب على الصياد أن تكون لديه معرفة تامة وجيدة بما ترغب به الأسماك وما تعشقه من طعام وإن كانت دودة صغيرة الحجم أو قليلاً من العجين، فإن نجاح الصياد مرهون بما يلقي به إلى الأسماك لا ما يريده هو المهم عليه أن يقنع السمك بان ما ربط بالصنارة خصيصاً لها، كذلك رجل الأمن عليه أن يعرف ما يرغب به العميل أو المصدر ويكون مناسباً له ولا يحمل عليه ما لا يطيق أو ينفر منه او أن يحدثه بكلام فاضٍ وبعيد عن ميوله ورغباته ليقنعه بالعمل معه والاستفادة منه وما يملكه من معلومات ويستدرجه إلى ما يريد.
– عدم اليأس، الصيد ليس بمهنة المتشائمين واليائسين، لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة وأن جميع المحاولات وجولات الصيد لا تنجح بل إن الجزء الأكبر منها تأتي بالفشل، والصياد المتفائل هو القادر على تجاوز العقبات ولا يستسلم لليأس. مهمة رجل الأمن ايضاً تحتاج إلى التفاؤل وعدم اليأس لكي يحاول باستمرار ولا يقف عند حد معين وان إصابة رجل الامن باليأس تعني بداية الفشل وأن النجاح حليف المتفائلين.
– الصبر، الصياد الصبور هو من يستطيع الوصول إلى ما يريد وأن يصطاد، فالاستعجال لا يأتي بالثمار في كل المهن ومع الصيد أكثر لأنها وبحق مهنة الصابرين، لانها تتطلب الوقوف والانتظار لساعات طويلة دون حركة لرمش العين حتى تأتي السمكة وتأكل وتتعلق بالصنارة او الشباك وأن اية حركة قد يشعر بها السمك فتذهب بعيداً وتذهب جهوده أدراج الرياح، كذلك رجل الامن فمهمته طويلة وشاقة تحتاج الى صبر كبير لتأتي بنتائجها وعليه أن يكون صبوراً الى ما لا نهاية ليصل الى مرماه في حماية المجتمع وحياة الناس، فكم من استعجال أفسد الأمور وأنقذ الهاربين والمطلوبين من قبضة العدالة وأفشل المهمة المرسومة لها سابقاً.
هذه عدد من الصفات التي نعتقد انها مشتركة بين مهنة الصياد ورجل الامن، وقد يكون هناك الكثير منّها ولكننا نكتفي بهذا القدر..