قاسم ميرزا الجندي
الأيديولوجية هي رؤية شاملة تحوي مجموعة من الأفكار، تعطي في مجملها مفهوماً وانطباعاً متكاملاً، والايديولوجية أنواع عديدة منها ما هو ديني، أو قومي، او اقتصادي، ومنها ما هو فكري له أبعاد سياسية متميزة أو أطر ثقافية مستقلة ومتعددة، وأن أقوى الأيديولوجيات هي الأيديولوجية ذات الطابع الديني، لأنها تجد تأثيرها سريعاً في التجمعات البشرية بنسب مختلفة، لأن العقائد توجه السلوك، وكذلك الأيديولوجية المرتبطة بالقومية لها تأثيرها القوي، كالنازية العنصرية في ألمانيا.
إن التوجهات الدينية والاجتماعية والسياسية والفلسفية تتفق وتؤمن بأن جميع الناس سواسية أمام الخالق وأمام القانون، ولا فرق بين إنسان وآخر إلا بعمله الخير للناس، بغض النظر عن جنسيته وعرقه ودينه وقوميته، وكأنها هي ايديولوجية موحدة، ولكن ما نجده في الواقع ان كل هذه الشعارات والخطابات ليس لها تطبيق في الواقع اليومي إلا بنسب قليلة جداً، وانها مجرد شعارات تلقى على مسامع الشعوب والامم في المناسبات فقط.
أن أغلب الأقوام والأمم والأديان يعتبرون أنهم الأفضل والأحسن من كل الشعوب والأمم الأخرى، ويضعون انفسهم في مقدمة الشعوب، ربما كان هذا السبب الذي أقنع به الانسان نفسه أنه من طبقة والآخرين من طبقة اخرى او أدنى منها, رغم أدعاء القادة والساسة والانظمة بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة، ولكن فكرة الطبقات موجودة في كل الشعوب والأمم في واقعهم.
إن أعراق الشعوب والامم والأقوام قد تداخلت كثيراً مع بعضها والدراسات العلمية تؤكد وتوثق ذلك التداخل العرقي الهجين بطريقة الحمض النووي، وهم الاكثرية في العالم، ومنهم الذين يحكمون في دول العالم، ومن هذا المنطلق وجد هذا الانسان الهجين نفسه وتوجه نحو الادعاء انه هو الانسان الأصيل وهو الافضل والمختار وله الحق أن يحكم، وانشأت الحدود والفوارق الطبقية، وظهرت الخلافات بين الامم وقيام الحروب.
ولكن نجد العرق الاصيل متواجد في كل الشعوب والامم والاقوام وبعض القبائل وحتى في بعض العوائل قد حافظت على عرقهم الاصيل بنسبة ما، وإن كانت قليلة، وهي حقيقة متوارثة تجدهم فد ساهموا في تطور جميع نواحي الحياة وفي تطور العلوم والتكنلوجيا وتجدهم في الروحانيات واصحاب الكرامات.
أن العرق النقي للإنسان حقيقة متوارثة على كوكب الارض مثل توارث العرق الهجين وان كانت نسبتهم تفوق بأضعاف كثيرة، وتستطيع ان تجد هؤلاء الذين اوجدوا النظريات والاكتشافات العلمية والاختراعات…. وهي اساس تطور جميع العلوم والتكنلوجيا والتطور بمختلف نواحي الحياة هذا من جانب.
وفي الجانب الاخر في الروحانيات واصحاب الكرامات، الذين اوجدو الاخلاق والانسانية والمساواة والرحمة، على فرض لو رفع نتاج هؤلاء العظماء من بين البشر سيرجع العالم الى عصور الجهل والتخلف وسيحكم البشر قوانين الغابة، وهنا نجد المعنى الحقيقي والفرق بين الانسان ذو العرق الاصيل والانسان ذو العرق الهجين .
الصراع الايديولوجي بينهما يستمر، بين العرق الاصيل والهجين الى ظهور حقيقة العدالة الإلهية في كوكب الارض، وعندها سيعرف الجميع العرق النقي للإنسان الاصيل، والفرق بين الانسان الحقيقي, والحيوان في هيئة انسان.
ومن هذه المقارنة بين الجانبين، نستطيع أن نقول في هذا الكوكب هناك عرق اصيل للإنسان يفوق العرق الهجين، وهو نوع من الانسان أو طبقة من البشر متميزة وراقية عن باقي البشر بكل الصفات والقدرات، وهي فوق كل الطبقات ويعود لهم الفضل الاكبر في حصيلة التطور الإنساني والحضاري والصناعي وتطور العلوم والتكنولوجيا في العالم.