سیما تیڤی

بيان حول أوضاع الساحل السوري ورفض خطاب الكراهية والتحريض

متابعة سما

في ظلّ الأوضاع المتفاقمة في الساحل السوري وما يشهده من فوضى وانفلات أمني خطير، وما يرافق ذلك من تصاعد خطاب الكراهية والتحريض ضد أبناء الطائفة العلوية عبر محاولات ربطهم بفلول النظام السابق، فإننا نؤكد رفضنا القاطع لأي خطاب إقصائي أو تحريضي يستهدف أي مكون سوري على أساس الهوية الطائفية أو السياسية.
ان أبناء الساحل السوري، كسائر السوريين، عانوا من ويلات الحرب والدمار، وهم اليوم ضحايا الفوضى التي تعصف بالبلاد، وندعو الحكومة السورية الحالية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية مواطنيها، وإيقاف حالة الانفلات الأمني التي تهدد استقرار البلاد وأمن أبنائها. كما نطالبها بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه المقتلة المستمرة، والعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات التي تكفل حقوق جميع السوريين دون تمييز.

وفي هذا السياق، مجلس إيزيديي سوريا يناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته التاريخية والإنسانية تجاه الشعب السوري، والعمل على حماية جميع الأقليات السورية من أي تهديد وجودي، وضمان عدم تحول الصراعات السياسية إلى وقود لحروب أهلية تهدد مستقبل البلاد برمّته.

كما نتوجه بنداء إلى جميع المكونات السورية، من عرب وكرد وسريان وأشوريين ودروز وإسماعيليين وسنة وعلويين وإيزيديين وتركمان وغيرهم، للوقوف صفًا واحدًا ضد أي محاولة لزرع الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد. إن استهداف أي مكون سوري هو استهداف لجميع السوريين، ولا يمكن إنقاذ سوريا إلا بالتضامن والوحدة في وجه كل مشاريع التقسيم والتفرقة، وضرورة إفساح المجال امام جميع المكونات السورية للمشاركة في العملية السياسية برمتها بما فيها كتابة الدستور.

إن الحل الوحيد للخروج من دوامة العنف والانقسام هو تبنّي نهج وطني جامع، يقوم على العدالة والمواطنة والمصالحة الحقيقية، بعيدًا عن أي خطاب تحريضي أو انتقامي. سوريا لجميع أبنائها، ولا يمكن أن تُبنى إلا على أساس الشراكة الوطنية الحقيقية التي تحترم حقوق الجميع وتضمن مستقبلاً امناً لهم، حيث لا يمكن بناء سوريا المستقبل بلون واحد ودين واحد ومذهب واحد ولغة واحدة.

المجد لسوريا، والكرامة لشعبها الأبيّ.

مجلس إيزيديي سوريا
07.03.2025

><