صباح سمير
يعتبر اليوم يوماً مميز ليس مجرد مناسبة للاستمتاع بالحفلات والألحان؛ إنها مناسبة تتجاوز اللغات والثقافات الحدود بين دول العالم ، وتوحد الإنسانية تحت لغة الموسيقى العالمية، منذ بدايتها، كان الهدف منها واضحاً: جلب الموسيقى إلى كل زوايا المجتمع ، وفي متناول الجميع، بغض النظر عن أفراد المجتمعات الدينية و القومية و النوع والشكل واللون والمستوى الثقافي والاجتماعي.
بدأ فكرة يوم الموسيقى العالمي في السبعينيات القرن الماضي ، وذلك بفضل الاقتراح المبتكر لاحد موسيقار أمريكي اسمه ،لجويل كوهين، كان يعمل في عام 1976 في شركة فرانس ميوزيك، وقد اقترح إنشاء مهرجان (ساتورنال دي لا ميوزيك )الذي كان سيقام في يومي الانقلابين الشمسيين، 21 يونيو و21 ديسمبر، وكانت الفكرة أن تعزف الفرق الموسيقية مساء هذين اليومين في غرب مدينة باريس وتولوز الفرنسية ، على أن الموسيقي المذهل موريس فلوريه، بالعام 1981، أخذ الفكرة إلى مستوى آخر، وتحت تأثيره وبدعم من وزارة الثقافة الفرنسية، أصبح اليوم العالمي للموسيقى رسمياً في عام 1982، ليصبح احتفالاً يدعو الموسيقيين إلى مشاركة فنهم في أماكن مفتوحة و إيصال رسالتهم الموسيقية إلى الجمهور ، دون أي تكلفة ، ومن ثم أصبح هذا الشيء جزءاً من تاريخ فرنسا الثقافي حيث الموسيقى في كل مكان والحفلات الموسيقية في كل مكان لتعطي صوتاً لجميع أنواع الموسيقى، ومن ثم فقد تحول المهرجان لحدث عالمي يتيح لجميع الموسيقيين العزف والتعريف بأنفسهم خلال اليوم العالمي للموسيقى، الذي يتم الاحتفال به في 21 يونيو من كل عام، ليتردد صداه في قلوب محبي الموسيقى والفنانين في جميع أنحاء العالم.
و عن نفس الشيء المجتمع الايزيدي جزءً من هذا العالم و لديهم الكثير من هذا التراث الموسيقي و خاصة منطقة شنكال و مازال مستمرين منذ مئات السنوات في الاحتفاظ بالتراث و الموسيقى الدينية و الفلكلورية والشعبية بين أبناء هذا المجتمع ، و نأتي و نتحدث عن الجانب المهم من الموسيقى الدينية و يتميزّ القوالون بإلقاء القول وإنشاد الأناشيد والقصائد والمدائح الدينية بمصاحبة آلتين موسيقيتين (الدف والشبابة) بالنقر والعزف عليهما لأحياء الطقوس الإحتفالية الخاصة بالمراسيم الدينية الإيزيدية المتنوعة سواء كان في المراسيم الدينية في معبد لالش او في جولة القوالين بين الايزديين و مازال منذ مئات السنوات تقام سنوياً أعياد مراسيم كثيرة في معبد لالش و الموسيقية الدينية جزء رئيسي في أثناء المراسيم مثل ( سما ،التراتيل و الأدعية ). لو نرجع إلى بداية تكوين الخليقة ، الموسيقى كان جزء لا يتجزأ من تراث وثقافة الديانة الأيزيدية بحيث ترد في بعض النصوص الدينية والدليل الابرز على ذلك فهو أي الموسيقى صفة متلازمة لبعض من الطقوس المقدسة منذ الأزل ، حيث يرد في الفلسفة الإيزيدية حينما خلق الخالق قالب النبي (أدم) من التراب والماء والهواء والنار. وفقًا للنصوص الدينية الإيزيدية ،عجزت الروح الدخول الى جسده ، فالملائكة السبعة ، سألوا الروح لماذا لا تدخل إلى جسد النبي (آدم).
فقال الروح : إن لم تنزل (الدف والشباب) يصعب علي الدخول إلى جسده ، وعلى اثره نزل (الدف والشباب) أي بعد أن نزلت الموسيقى. نزل الروح في جسد أدم..
مثلما ورد في قول ( زەبوونێ مەکسوور )
بەعدی هەفت سەد سالا
هەفت سوڕ هاتنە هنداڤە
قالبێ ئادەم مابووی کافە
پەدشایێ من دەنگ ل روحێ کر گۆت، توو چما ناچیە ناڤە؟
****
ل با وە عاشقا مەعلومە
هەتا ژ بانا نەئێت شاز و قدومە
ناڤ بەینا روحێ و قالبی مابوو زۆر تخوبە
****
شاز و قدوم هاتن و حدرین
نوورا موحبەتێ هنگاڤتە سەری
روح هات و ل قالبێ ئادەم پێخەمبەر هێوری
هنا ما يؤكد في السبقات لن ينزل الروح إلى قالب ادم إلا بعد نزول الدف و الشباب .
في الختام اود ان اقول ان الاهتمام بالموسيقى الدينية و الغير دينية يعتبر من ارث و حضارة الانسان و يجب الاحتفاظ بها و لكي يبقى إلى الأجيال القادمة و خاصة يوجد تاريخ محفوظ منذ يومنا هذا و احتفظت بها عبر الأجيال السابقة لحد الأن و يتطلب من الجميع ان يدعموا المجالات الموسيقى الدينية و الغير الدينية الايزيدية و خاصة الجهات الايزيدية المهتمة بهذا الشأن .
المصدر:
– مقال (في اليوم العالمي للموسيقى لماذا عُدت الموسيقى لغةً للشعوب؟) للكاتب سامر سليمان
– قەول زەبوونی مەکسوور
– الموسيقى جزء مهم من التراث الايزيدي للكاتب فرحان الصوركي
– القوالون في الديانة الايزيدية للكاتب صبحي نبو