حين عادوا من مهمتهم القتالية، وعلى الطريق الصخري الخالي، وجدوا فردة حذاء لطفلة، تقدّمَ أحد المقاتلين، وضع بندقيته جانباً، وانتشل الحذاء بحذر كمن يحمل قطعة آثار قديمة، نفضَ ما تعلق بها من غبار، وضعها في جيبه، واستمروا في المسير.. كل ليلة كان يُخرج فردة الحذاء، ويتخيل فرحة زوجته حين تراها…
هناك بعيداً وفي ظلام الخيمة الباردة كانت الأم تحتضن فردة حذاء، وتبكي بحرقة، يختلط همسها مع الدموع:
– كيف سأخبرك يا حبيبي – حين تعود – بأن ابنتنا ماتت عطشاً في الجبل؟
نواف خلف السنجاري
قاص ايزيدي من بحزاني