د.سعيد خديدة قولو
في ضوء مرور أكثر من عقدٍ على موجة النزوح القسري التي طالت مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء، لا سيما في مناطق مثل سنجار وسهل نينوى، واستمرار الآلاف في العيش في ظروف قاسية داخل المخيمات رغم تعامل حكومة الإقليم معاملة الاهل معهم، إلا انه أصبح من الضروري – إنسانيًا وأكاديميًا – توجيه الانتباه إلى التحديات الخطيرة التي تواجههم، والتي تتعلق بالبنى التحتية، والبيئة الصحية، والكرامة الإنسانية، والحماية القانونية والاجتماعية. وباعتبارنا مسؤولين وأكاديميين، فإن استمرار هذا الوضع يمثل إخلالًا بمبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ويهدد بتكريس حالة من التهميش والحرمان لجيل كامل من النازحين. ان الظروف الحالية في المخيمات من حيث:
• الخيام والكرفانات: معظمها تعرض للتلف الكامل أو الجزئي بسبب مرور الزمن والظروف الجوية القاسية (الحر الشديد، الأمطار، الرياح).
• الكهرباء: وجود كيبلات قديمة ومتهالكة تشكل خطرًا على السلامة العامة وتسبب أعطالًا مستمرة.
• المياه والصرف الصحي: ضعف كبير في البنية التحتية، مما يسبب مشاكل صحية وبيئية.
• الخدمات الطبية والتعليمية: تعاني من نقص حاد في الموارد والكادر المتخصص.
• الوضع النفسي والاجتماعي: هناك إرهاق نفسي واضح، خاصة لدى النساء والأطفال، نتيجة الشعور بعدم الاستقرار وغياب الأفق. نقدم بعض النصائح والإرشادات لأهلنا النازحين: أولًا: الوقاية من الحرائق 1. افصلوا الأجهزة الكهربائية عن مصادر الكهرباء أثناء النوم أو الخروج من الكرفان أو الخيمة. 2. لا توصلوا أكثر من جهاز في نفس القابس، خاصة في التوصيلات القديمة، فهذا سبب رئيسي للحرائق. 3. تجنبوا استخدام المدافئ أو المواقد الكهربائية والأفران داخل الخيام أو قرب الجدران القماشية. 4. احرصوا على وجود طفاية حريق إن أمكن، أو دلاء ماء ورمل قريبة، واستخدموها فورًا عند أي تماس أو بداية حريق. 5. علّموا الأطفال عدم الاقتراب من مصادر الكهرباء أو اللعب بالنار. 6. بلغوا إدارة المخيم عن أي تماس كهربائي أو أسلاك مكشوفة فورًا ولا تنتظروا حيث نعرف بان إدارة المخيمات بإدارة موسسة بارزاني في خدمة النازحين 7. افحصوا الكيبلات داخل الكرفان، وإذا لاحظتم تشققات أو حرارة غير طبيعية، توقفوا عن استخدامها. 8. لا تمرروا الأسلاك تحت السجاد أو الأغطية، لأنها قد تسخن وتسبب حريقًا. 9. كونوا فرقًا تطوعية بين الجيران لمراقبة الكرفانات ليلاً ونهارًا عند حصول تماس أو دخان أو صوت احتكاك كهربائي. 10. نظموا لقاءات توعوية داخل المخيم بالتعاون مع الإدارة أو المنظمات، لتعليم الناس كيفية الاستجابة السريعة للحريق. 11. ضعوا خطة إخلاء بسيطة وسريعة يعرفها كل أفراد العائلة – من أي باب تخرجون وأين تلتقون بعد الخروج 12. طالبوا إدارة المخيم والمنظمات بإعادة تأهيل الكيبلات والبنى التحتية الكهربائية بشكل عاجل. 13. اطلبوا استبدال الكرفانات والخيام المتآكلة بأخرى جديدة أكثر أمانًا ومتانة. 14. سجلوا شكاويكم ومطالبكم لدى المنظمات الدولية والمحلية بشكل رسمي ومنسق حتى لا تُهمل. ثانيًا: الصحة والوقاية
• احرصوا على نظافة مياه الشرب وتخزينها في أوعية نظيفة ومحكمة الإغلاق.
• تجنبوا تراكم النفايات داخل أو قرب المأوى، وشاركوا في حملات التنظيف الطوعي في المخيم.
• في حال ظهور أعراض مرضية لدى الأطفال أو كبار السن، راجعوا النقطة الطبية فورًا. ثالثًا: الدعم النفسي والتعليمي
• شجعوا أبناءكم على الاستمرار بالتعليم ولو في ظل الإمكانات المحدودة، فهو أمل المستقبل.
• تحدثوا مع المرشدين النفسيين أو المتطوعين عند الشعور بالضيق أو الاكتئاب، فالدعم النفسي ضرورة وليس رفاهية.
• نظموا جلسات جماعية صغيرة للتعبير عن المشاعر والدعم المتبادل بين العائلات. رابعًا: المطالبة بالحقوق
• وثّقوا مشاكلكم بصورة منتظمة وأرسلوها إلى الجهات المعنية والمنظمات الأممية والمحلية.
• شاركوا في اللقاءات والمبادرات المجتمعية التي تدعو لتحسين ظروف النزوح أو العودة الطوعية الكريمة.
• احرصوا على تحديث بياناتكم لدى إدارة المخيم لضمان استحقاقاتكم من المساعدات والخدمات. خامساً: نداء إلى الجهات الحكومية والمنظمات الدولية: نطالب الجهات الرسمية والمنظمات الدولية العاملة في العراق بما يلي: 1. التحرك العاجل لإعادة تأهيل البنية التحتية داخل المخيمات من كهرباء، مياه، وصرف صحي. 2. استبدال الخيام والكرفانات المتضررة وتوفير وحدات سكنية مؤقتة أكثر أمانًا. 3. تعزيز البرامج النفسية والتعليمية والتوعوية داخل المخيمات، خاصة للأطفال والنساء. 4. دعم خطط العودة الطوعية الكريمة من خلال توفير الأمن، التعويض، والخدمات الأساسية في مناطق الأصل. 5. إشراك النازحين أنفسهم في وضع الخطط والحلول باعتبارهم الأدرى باحتياجاتهم وظروفهم. ختاما
إن كرامة الإنسان لا تقبل التأجيل وبعد 11 عامًا من النزوح لا بد من وقفة جادة ومسؤولة تضع حدًا لمعاناة الأبرياء. وإن مسؤوليتنا كباحثين ومؤسسات أكاديمية وإنسانية أن نبقى الصوت الذي لا يسكت عن الحق، وأن نكون حاضرين دائمًا إلى جانب أهلنا في كل خيمة وظلّ كرفان.