توج المنتخب الإسباني بكأس الأمم الأوروبية “يورو 2024” بعد فوزه القاتل 2-1 على إنجلترا، مساء الأحد، على الملعب الأولمبي في برلين.
وكان واضحا منذ البداية أن المنتخب الإسباني هو المرشح الأوفر حظا للتتويج، خاصة بعد عروضه القوية في الدور الأول.
وعاد الماتادور في المباراة النهائية، ليمسك بزمام الأمور ويخمد انتفاضة الانكليز في الشوط الثاني، ويثبت أحقيته في التتويج بطلا للقارة العجوز للمرة الرابعة في تاريخه.
ولم تكن مهمة الإسبان سهلة، في ظل مقاومة واضحة أظهرها المنتخب الإنجليزي، الذي بدوره قدم أداء مميزا يليق به في المباراة النهائية، عكس عروضه المهتزة منذ انطلاق البطولة.
جيل جديد من اللاعبين الإسبان، بات مؤهلا للسيطرة على أوروبا لسنوات طويلة، بفضل حنكة المدرب لويس دي لا فوينتي، الذي يعرف لاعبيه منذ أن كانوا واعدين يحاولون شق طريقهم نحو عالم النجومية، والمباراة النهائية، أثبتت قدرتهم على التعامل مع كافة الظروف المحيطة، بغض النظر عن طبيعة المنافس.
واعتمد دي لا فوينتي على طريقة اللعب (4-2-3-1)، حيث عاد روبن لو نورماند إلى التشكيل الأساسي بعد غيابه عن نصف النهائي بسبب الإيقاف، ليعاون لابورت في الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين داني كارفاخال ومارك كوكوريلا.
وشكل رودري وفابيان رويز، ثنائية جيدة في وسط الملعب، فيما تحرك لامين يامال وداني أولمو ونيكو ويليامز، خلف المهاجم الصريح ألفارو موراتا.
وكان منتخب إسبانيا الأكثر استحواذا على الكرة، وبقيت الفاعلية واضحة عبر الجناحين لامين يامال ونيكو ويليامز مقابل نشاط غير محدود من أولمو كلاعب وسط هجومي رقم (10)، مما وضع الانكليز في حيرة حول كيفية التعاطي مع هذه السيطرة، رغم معرفتهم المسبقة بما ينتظرهم من الجانب الإسباني.
لكن النشاط الملحوظ لم يسفر عن هجمات شديدة الخطورة في الشوط الأول، مع بقاء الدفاع الإنجليزي صامدا، وكان هناك الكثير من القلق، بعد خروج رودري مصابا بين الشوطين، ليدخل عوضا عنه مارتن زوبيميندي، بيد أن الشوط الثاني بدأ كما انتهى الأول، وتمكن الإسبان من افتتاح التسجيل عبر ويليامز.
بيد أن الأداء الإنجليزي تحسن كثيرا بعد تلقيه الهدف، وهو الذي لجأ مدربه جاريث ساوثجيت، إلى طريقة اللعب (3-4-2-1)، حيث تكون الخط الخلفي من كايل ووكر وجون ستونز ومارك جويهي.
ووقف على طرفي الملعب، بوكايو ساكا ولوك شاو، وتعاون كوبي ماينو مع ديكلان رايس، فيما تحرك الثنائي فيل فودين وجود بيلينجهام، خلف رأس الحربة هاري كين.
وكان أداء الانكليز متوقعا في ظل فشل الاستعانة بخطة اللعب هذه في المباراتين السابقتين، رغم الصلابة التي أظهرها شاو في الجهة اليسرى، بيد أن المستوى العام للفريق تغير كثيرا مع إجراء التبديلات، خصوصا مع دخول كول بالمر الذي كان شعلة النشاط للانكليز، وسجل هدفا وشكل خطورة كبيرة من الجهة اليمنى.
لكن ورغم عمق قائمة المنتخب الانكليزي، أحدث البدلاء الإسبان، الفارق، فدخل ميكيل أويارزابال الذي أنهى اللقاء بلمسة قناص، في وقت تماسك فيه الدفاع في اللحظات الأخيرة في ظل الضغط الإنجليزي الذي اشتد مع دخول أولي واتكينز وإيفان توني.
وفي النهاية، تفوق الإسبان بفضل المزيج المميز والمثير من اللاعبين الشبان وأصحاب الخبرة، فيما عجز الانكليز عن استثمار جيل من المواهب الاستثنائية، حيث حصلت المنتخب الإسباني لحصد الكأس الرابعة في تاريخه بعدما حقق اللقب 3 مرات، أعوام 1964، 2008 و2012، 2024 حيث سينفرد بالرقم القياسي في الأكثر تتويجًا باليورو متخطيًا ألمانيا.
المصدر: الكورة