سما
في ظل مرور عقد كامل على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمع الأيزيدي، تظل معاناة الناجيات وأسر الضحايا مستمرة، حيث لم تحظَ قضاياهم بالاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية. هذا ما أكدت عليه ثرية عزيز، ناجية أيزيدية من قرية كوجو، في بداية حديثها، حيث عبّرت عن خيبة أملها من نقص الدعم وتجاهل العدالة، مشددةً على استمرار الإرادة القوية في السعي لتحقيق الإنصاف.
وفي تصريحها لـ ”سما“، أعربت ثرية عزيز عن استيائها من الدعم غير الكافي المقدم للناجيات، مشيرةً إلى أن المحاكم الدولية والمحلية لم تتخذ خطوات ملموسة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم بشكل فعّال. وقالت: ”كنا نأمل أن تتم محاكمة الدواعش الذين ارتكبوا أبشع الجرائم ضد المجتمع الأيزيدي، لكننا لم نرَ أي تقدم يذكر حتى الآن“.
كما تناولت عزيز معاناتها الشخصية، قائلةً: ”مرت ست سنوات على تحريرنا من قبضة داعش، ومع ذلك لا يزال أربعة من أفراد عائلتي مفقودين. نأمل أن يكونوا على قيد الحياة، ولكننا لا نعرف عن مصيرهم أي شيء. في الوقت نفسه، توجد جثث حوالي 20 شخصاً من أفراد عائلتي في الطب العدلي ببغداد، ولم نتسلمها بعد. نأمل أن نحصل على الجثث لنتمكن من دفنهم بمراسيم تليق بهم في مقبرة كوجو“.
وأكدت عزيز ،ما زالت كثير من الناجيات تعيش في ظروف قاسية، مضيفةً: ”رغم كل الصعوبات، نعيش بفضل الإرادة القوية التي نملكها جميعاً. إرادتنا أقوى من كل التحديات، ولن نستسلم. سنواصل النضال من أجل تحقيق العدالة وإنصاف أهالي الضحايا، ومحاكمة المجرمين“.
وفي ختام حديثها، دعت ثرية عزيز المجتمع الدولي وحكومتي بغداد وأربيل إلى تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المجرمين من تنظيم داعش الذين ارتكبوا الإبادة الجماعية ضد الأيزيديين، مؤكدةً أن “الوقت قد حان لتحقيق العدالة ومنح أهالي الضحايا حقوقهم“.