سیما تیڤی

تكريم الناجيات الإيزيديات.. دعم لجهود العدالة الانتقالية وحفظ حقوق الضحايا

نصر حاجي خدر

ها نحن على أعتاب الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية الإيزيدية النكراء التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي بحق الأبرياء والعزل من ابناء الديانة الإيزيدية في سنجار.

هذه الابادة الجماعية التي خلفت الالاف من الضحايا بين قتيل وجريح ومختطف ومختطفة وسبي النساء وتجنيد الاطفال في عمليات ارهابية وتفجير البيوت والمراقد والمزارات وتهجير ونزوح السكان ومحاصرة المدنيين في الجبال بدون اكل وشرب؛ كلها جرائم ترقى لمصاف الابادة الجماعية. وما زال الآلاف من الناجين والناجيات من أتون تلك الإبادة يعانون الامرين في مخيمات النزوح أو التشرد في بلدان العالم أو مقاومة الظروف الصعبة في مناطقهم المحرومة.

لا شك أن حكومة اقليم كوردستان لم تدخر جهدا في دعم المجتمع الإيزيدي وعلى مختلف الأصعدة لتجاوز هذه الإبادة والتخفيف من آثارها الكبيرة، حيث افتتح في دهوك مكتب خاص لتحرير الناجيات الإيزيديات والمساعدة في إرسال الناجيات إلى المانيا لتلقي العلاج النفسي وكذلك إرسالهن لتمثيل مجتمعهن لشرح ما حصل لهن أمام البرلمانات العالمية، واعتراف برلمان كوردستان بأن ما حصل الإيزيدية هي إبادة جماعية، وكذلك مساهمة كتلة الحزب الديموقراطي الكوردستاني في مجلس النواب العراقي في قرار قانون الناجيات الإيزيديات.

واليوم تأتي مكرمة دولة رئيس الوزراء في حكومة إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني لتكلل هذه الجهود بدعمهن ماديا ومعنويا من أجل توفير حياة آمنة ومستقرة لهن ولعوائلهن. هذا الاهتمام يؤكد على اهمية دعم الناجيات كجزء من عملية تحقيق العدالة الانتقالية الضرورية للمجتمع الإيزيدي.

وإن ما أشار إليه سيادة رئيس الوزراء من أن الأوضاع الأمنية في مناطق سنجار مازالت غير مستقرة بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة عليها، مما يسبب عرقلة لتنفيذ اتفاقية سنجار الموقعة بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة العراقية بإشراف أممي.

إن آمال الإيزيديين معقودة على عودة الحقوق لأصحابها وعودة النازحين الإيزيديين مكرمين ومعززين لديارهم وتوفير الأمن والأمان والاستقرار في مناطقهم وتوفير الخدمات الأساسية وفرص العمال وتحسين الظروف المعاشية والصحية لسكان تلك المناطق.

وإن هذه الالتفاتة تبعث الطمأنينة والشعور بالرضى وضمانة عودة حقوقهم المسلوبة وإعطائهم الاهتمام كمواطنين من الدرجة الأولى وعدم تهميشهم على مختلف المستويات الحكومية والسياسية والإدارية في مناطقهم وفي سلطة اتخاذ القرار. كلها عوامل تساهم في عودة الثقة للمجتمع الإيزيدي مجددا.

><