سیما تیڤی

“عشر سنوات على إبادة الإيزيديين: جراح لم تندمل وآمال بالعدالة”

سما

تحل اليوم السبت الموافق 3/8/2024  الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الإيزيديين في شنكال ، في مأساة هزت ضمير العالم وتركت ندوباً عميقة في المجتمع العراقي.

في الـ (3) من آب/أغسطس 2014، شن تنظيم داعش هجوماً وحشياً على جبل شنكال، موطن غالبية الأقلية الإيزيدية. وخلال سيطرته على المنطقة حتى عام 2017، ارتكب التنظيم فظائع مروعة، حيث قتل المئات وخطف آلاف النساء والفتيات، مما أدى إلى نزوح ما يقارب نصف مليون شخص.

رغم تحرير شنكال في عام 2015 على يد قوات البيشمركة، إلا أن المنطقة لا تزال تعاني من آثار الإبادة. فالآلاف من النازحين يترددون في العودة بسبب المخاوف الأمنية وانتشار الميليشيات، إضافة إلى الدمار الواسع وضعف الخدمات الأساسية.

وعلى الرغم من توقيع اتفاقية في أكتوبر 2020 بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لإعادة الاستقرار إلى شنكال ، إلا أن تنفيذها لا يزال متعثراً. ويشير مسؤولون في الإقليم إلى أن تطبيق الاتفاقية كان صورياً، مما يهدد بانهيارها.

على الصعيد الدولي، اعترفت كل من ألمانيا وبريطانيا رسمياً في عام 2023 بما تعرض له الإيزيديون على أنه إبادة جماعية، في خطوة تعزز المطالبات بتحقيق العدالة للضحايا.

ويطالب الإيزيديون اليوم بتنسيق الجهود بين حكومة الإقليم وبغداد لتهيئة الظروف الملائمة لعودة النازحين، وإعادة إعمار المدينة، وتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل، إضافة إلى معالجة التوترات الأمنية والقضاء على خلايا داعش المتبقية.

مع مرور عقد على هذه المأساة، تبقى قضية الإيزيديين شاهداً على ضرورة مواصلة الجهود الدولية والمحلية لتحقيق العدالة وإعادة بناء المجتمعات المتضررة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع في المستقبل.

><