سما
في 20 أغسطس 2014، شهد في قضاء البعاج حادثاً مؤلماَ لا يُنسى، عندما اختارت جيلان برجس، الشابة الإيزيدية من تل عزير، مواجهة قدرها بشجاعة استثنائية. جيلان، التي ولدت في عام 1995، كانت طالبة متفوقة في الصف الخامس العلمي، عُرفت بجمالها وأخلاقها، لكن حياتها تحولت إلى كابوس بعد اجتياح داعش لمنطقة شنكال في الثالث أب 2014.
أخذت جيلان إلى معتقل قضاء البعاج، حيث كانت ضمن مجموعة من المخطوفات الإيزيديات. في ذلك اليوم، طلب منها ”أبو موسى“ و”أبو عبدالله“، المسؤولان عن توزيع السبايا، أن تستحم وتلبس ملابس جديدة لتصبح ”عروسة“ لأحد مقاتلي داعش.
كان طلبهم جزءاً من سياسة التنظيم لفرض مهانة واستغلال النساء. رفضت جيلان بشدة هذا الطلب، مصممة على عدم الاستسلام للمهانة. ”من أعطى لكم الحق في تحديد مصيرنا؟ نحن لم نقاتلكم. كيف أصبحنا سبايا حرب؟“
قالت جيلان، مؤكدة أنها لن تدخل الحمام ولن تلبس الملابس الجديدة. محاولات أبو عبدالله لإجبارها باءت بالفشل. ”كوني عروسة لأحد مجاهدينا أو سأجلدك“، هدد، لكن جيلان لم تتزحزح عن موقفها. في النهاية، قررت أن تضع حداً لحياتها بكرامة بدلاً من العيش في الأسر. باستخدام شفرة حلاقة، قطعت شرايين يديها، مُفضلة الموت على العيش تحت طائلة الذل والاعتداء.
عندما اكتشفت شقيقتها الصغيرة، جيهان، ما حدث، كانت صدمتها عميقة. صرخت جيهان في ألم، ورفضت قبول واقع فقدان أختها. في الوقت نفسه، رفض أبو عبدالله دفن جثة جيلان، وقرر رميها في العراء لتصبح طعاماً للحيوانات، مما زاد من معاناة جيهان وبقية الفتيات المحتجزات. حاولت جيهان التوسل لدفن جثة أختها بكرامة، لكن توسلاتها قوبلت بالرفض.
تظل قصة جيلان برجس كرمز للشجاعة و أثار في مواجهة أبشع أنواع الظلم. قصتها تذكرنا بعمق معاناتها وبشجاعتها غير المألوفة، وتظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في نضالهم ضد الظلم والاضطهاد.