سما
في الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم داعش الإرهابي، كشف مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لحكومة إقليم كوردستان عن إحصائيات صادمة توثق حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بهذه الأقلية .
في الثالث من أغسطس 2014، شن تنظيم داعش هجوماً وحشياً على بلدة شنكال، الموطن التاريخي للإيزيديين، مما أدى إلى واحدة من أفظع جرائم العصر الحديث. وبحسب الإحصائيات المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، فإن عدد الإيزيديين في العراق كان يبلغ نحو 550,000 نسمة قبل الهجوم. اليوم، يوجد أكثر من 325,000 نازح إيزيدي، منهم 135,860 في مخيمات إقليم كوردستان و189,337 في مناطق متفرقة داخل الإقليم.
وتكشف الأرقام عن حجم الخسائر البشرية الفادحة، حيث سقط أكثر من 5000 شهيد، وأصبح 2745 طفلاً يتيماً. كما تم اكتشاف 83 مقبرة جماعية في شنكال حتى الآن، إضافة إلى العديد من المواقع الفردية. وفي إطار محو الهوية الثقافية والدينية للإيزيديين، قام داعش بتفجير 68 مزاراً ومرقداً دينياً.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المختطفين بلغ 6417 شخصاً، منهم 3548 أنثى و2869 ذكراً. ومن بين هؤلاء، تمكن 3576 شخصاً من النجاة من قبضة التنظيم الإرهابي، بينهم 1208 امرأة و339 رجلاً و1629 طفلاً. ولكن المأساة لم تنته بعد، إذ لا يزال 2601 شخصاً في عداد المفقودين، منهم 1235 أنثى و1366 ذكراً.
وفي ظل هذه المأساة، هاجر أكثر من 120,000 إيزيدي خارج البلاد . أما الذين بقوا، فيعيش 75% منهم في 15 مخيماً للنازحين في محافظة دهوك، بينما عاد 25% إلى شنكال رغم الظروف الصعبة.
اليوم، تشهد شنكال وجود 7 قوات مسلحة بأكثر من 60 ألف مقاتل، مما يعقد عملية إعادة الاستقرار للمنطقة. كما أن الدمار المادي هائل، حيث تم تدمير الالاف المنازل بالكامل، إضافة إلى المئات المنازل المتضررة جزئياً.
هذه الأرقام المروعة تسلط الضوء على حجم المأساة التي لا تزال تلقي بظلالها على المجتمع الإيزيدي بعد مرور عقد على وقوعها. وتؤكد الحاجة الملحة لمزيد من الجهود الدولية والمحلية لإعادة تأهيل المنطقة، ودعم الناجين، والبحث عن المفقودين، وتحقيق العدالة للضحايا.
إن هذه الإحصائيات ليست مجرد أرقام، بل هي شهادة حية على معاناة إنسانية مستمرة تتطلب اهتماماً عالمياً وإجراءات عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع مستقبلاً. وتبقى قضية الإيزيديين شاهدة على ضرورة العمل الجاد لحماية الأقليات وضمان حقوقهم في العيش بسلام وكرامة.