سیما تیڤی

ملحمة ( گر بکۆز)

شكر خضر الآلدخي : الباحث في تأريخ شنكال
قبل البدأ بالملحمة يجب علينا أن نعرف طرفي الصراع او المعركة والزمان والمكان .
كانت قبيلة جيلكا من القبائل الأيزيدية القديمة والعريقة يسكنون منطقة الطور وجبل جيلكان من مناطق ميردين في تركيا حاليآ وهم رجال شجعان يعتمد عليهم بقية العشائر الكوردية المسلمة وخاصة عشيرة هفيركا في زمن حسن اوصمان وحاجو آغا وعليكي بطي وغيرهم ، علما أن عشيرة هفيركا أيضا بالأصل هم ايزيديين من قبيلة جيلكا أسلموا عنوة أثناء الحملات العسكرية العثمانية على مناطقهم .
ومن قرى قبيلة جيلكا في تركيا ( كفناس وطاقا وآفشين وكيوخ وكلي صورا وخرابية وبازار وباجن وشوشان وفسقين ) وغيرهم من القرى ويربون البغال والماعز الجبلي على الأغلب .
وهم على جانب من القوة والشجاعة كما ذكرنا ، وقلما استطاع مجاوروهم من المسلمين النيل منهم ، وذلك لمناعة جبالهم وحصانة معاقلهم ووعورة المسالك المؤدية إليهم .
وقد يعيشون في الكهوف والمغارات وهي واسعة جدآ يستوعب البعض منها مئات النفوس ، ولأهل كل قرية صهريج او أكثر يدخرون فيه من مياه الأمطار ما يكفيهم هم ومواشيهم طيلة أيام السنة .
في حدود سنة 1847م وهو الزمن الذي قضى فيه العثمانيون على الإمارات الكوردية ومسرحآ لحوادث هامة أدى إلى هجرة مئات العشائر من مناطقهم الأصلية وتوجهوا إلى أماكن أخرى آمنة ومنها قبيلة جيلكا .
إن الدولة العثمانية والمسلمين المتطرفين اصطدموا بالايزيدية من قبائل دنا و خالتا وجيلكا بشكل مباشر ، عندما جرت معركة بين الأيزيدية من قبيلة جيلكا والجندرمة العثمانية في تركيا ، وقد ذكر بعض المعمرين من أبناء القبيلة إن بعد ما حمى الوطيس واشتد القتال بين الطرفين قام بعض من رجال قبيلة جيلكا كانوا يقتلون نسائهم وبناتهم خوفآ من وقوعهن بأيدي الجندرمة التركية بعدما قتل ثلاثة أرباع أو أكثر من أبناء هذه القبيلة على أيدي القوات العثمانية ، اما الباقون فقد هاجروا إلى مناطق عديدة كما ذكرنا وخاصة إلى جبل شنكال .
ملحمة گربکۆز …
عندما هاجر قبيلة جيلكا على شكل قافلة من المناطق المذكورة من منطقة ميردين جنوبآ عبر الأراضي السورية نحو جبل شنكال وتحميهم (25) فارسآ من القبيلة ، إلا إنهم اصطدموا في الطريق المؤدي إلى شنكال عبر الأراضي السورية بإحدى العشائر العربية قرب تلة سميت ب ( گربکۆز) وجرت المعركة بينهما هناك وقتل الكثير من الطرفين وكانت خسائر ايزيدية جيلكا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ حتى وصلت لهم الإمدادات من ايزيدية جبل شنكال وأخذوا الباقين منهم معهم إلى جبل شنكال ولحدالان ومنهم نهروزكا ومحاوي ورەبنا وكواتي وبوزيرا وبنوكا وجندوكا وكلي بيرا وشفقتا وزەينا ومحمودكا وسعليكا وغيرهم وسكنوا في شنكال والقرى دهولا وقوجا جمي وغيرهم من المناطق في أطراف جبل شنكال .
وبرز من هذه القبيلة رجال أشداء في جبل شنكال ونذكر منهم پیر ئوسي مجدين وخديدة پسي واخيرآ قاسم دربو وغيرهم .
وهذه القبيلة الوحيدة بين الأيزيدية تقوم بإقامة مراسيم عيد الباتزمية المقدسة .
        

><