خلف حجي حمد
تقول الروايات الشنگالية بأن ( ميرزايي قلكي ) لجأ إلى بيت ( فرحوێ عزير ئاغا) في مدينة باتمان الواقعة على نهر باتمان في جنوب شرق كوردستان الشمالية بعد أن خطف زوجة أحد أبناء عمومته من عشيرة( قلكا ومەردۆدا )الذين كانوا في صراع مع عشيرة سينا التي كان ينتمي إليها ويقودها( فرحوێ عزير ئاغا )، وبينهم ثأرات قديمة وبقي دخيلاً عليهم مع شخص آخر من عشيرته وهو ( بكرێ شێخ دۆدی ) ،حتى جاء اليوم الذي توفي فيه الشخصية الايزيدية (ئيسكانێ زۆرۆ) حيث حمل معه (فرحوێ عزێر ئاغا) ٢٠٠ رجل من خيرة رجال عشيرته ،وتوجه الى بيت ( بشارێ زورۆ ) للمشاركة في تعزية شقيقه ( ئيسکانێ زۆرۆ) وعندما حل الليل حمل (ميرزا قلكي ) أطفاله وتسلل الى بيت كبير قبيلة (قلكا و مەردۆدا) وأخبره بندمه على ما فعله، كان عليه أن لا يخطف تلك المرأة ولكي يكفر عن جريمته جاء بخبر هام حتى يتم الاعفاء عنه ويتمكن الرجوع الى قبيلته وأقاربه وعندما سأله رئيس قبيلة (قلكا و مەردۆدا) عن ذاك الخبر ؟ قال ميرزايێ قلكی ،بأن ( فرحوێ عزير ئاغا) قد زار الايزيديين للمشاركة في تعزية احد قادتهم ولم يبقى في عشيرته رجلاً قادراً على حمل السلاح وإذا كنتم ترغبون الأخذ بثأركم القديم فإنها فرصة لا تتكرر لفعل ذلك.
حيث حمل رئيس قبيلة (قلكا و مەردۆدا) ٣٠٠ من رجال قبيلته و قام بغزو قبيلة سينا وأخذ دوابهم ومواشيهم من المراعي وقتلوا عدد من الرعاة كان (چەتۆێ فرحۆێ عزير آغا) في البيت فعندما جاء الرعاة الذين تمكنوا من النجاة إلى القبيلة مذعورين وأخبروا ( چەتۆ) بما حصل امتطى (چەتۆ) صهوة جواده وذهب لاسترجاع المواشي وبدأ يقتل الغزاة من قبيلة (قلكا و مەەردۆدا) واحدا تلو الآخر حتى وصل الى ( بكرێ شێخ دۆدی وميرزايێ قلكی ) و عرف بأنهم سبب الغزو وانهم من أخبروا أعدائهم بأن فرحو واغلب رجال العشيرة غير متواجدين في القبيلة.
وعندما حاول قتلهم استسلموا وقالوا لـ (چەتۆ)، بأنهم يشعرون بالندم الشديد لفعلتهم هذه وإذا قام چەتۆ بقتلهم سوف تقول القبائل الكوردية الأخرى بأن ( چەتۆ) قد قتل دخلاء وخدم والده وسيحمل هذا العار حتى مماته.
لذلك تجاوزهم ( چەتۆ) ولم يقتلهم لكن عندما أدار ظهره قام الاثنين بضرب (چەتۆ) ب ثلاثة إطلاقات وإصابوه في ظهره ورجع الى القبيلة دون ان يسترد شيئا وسقط على ظهر جواده في باب خيمته وبعد ثلاثة ايام توفى (چەتۆ) متأثرا بجراحه بعدما فشل محاولات حكيم القبيلة من وقف نزيف احد الرصاصات التي اخترقت جسده عميقاً كان (سلێ) الابن البكر لـ (فرحويێ عزێر ئاغا ) في زوزان، حيث وجد تلك الليلة حلماً الا وهو كسر العمود الخشبي الذي يحمل خيمته حيث قال لزوجته “لابد ان اذهب الى البيت فقد حدث شي لأبي وأخي”.
بالرغم أن زوجته حاولت اقناعه بضرورة الانتظار حتى يحل الصباح الا انه اصر على الذهاب حيث ركب على ظهر جواده وعبر ليلاً جسر مدينة باتمان ووصل الى البيت. حيث استقبله والده (فرحو ) وقال له” ما الذي اتى بك من زوزان “،حيث قال (سلێ)، بأنه وجد حلما مزعجا وشعر بأنها رؤية وليس حلما عاديا وسال عن شقيقه ( چەتۆ) فأخبره والده ،بأنه قتل بهذا الشكل وسرد لە القصة. فأقسم (سلێ ) بأن لا يترجل عن صهوة جواده حتى ينتقم من قتلة شقيقه ويأخذ بثأر (چەتۆ) وعندما ذهب وجد (سلێ) في طريقه القائد الايزيدي (بشارێ زۆرو) مع ستين من أشجع الفرسان الايزيدين حيث قال بشار” بأنه شعر بالأسف لمقتل (چەتۆ) واستغل أعداءكم فرصة غياب والدك الذي كان ضيفنا وحصل ما حصل لذلك قررنا أن نشارككم للانتقام من مقتل (چەتۆ) ونسترد مواشيكم “، حيث قال (سلێ ) ل (بشارێ زۆرو) كنت قد اقسمت ان لا ارتجل عن صهوة جوادي حتى انتقم لمقتل (چەتۆ) لكن عندما شاهدت هذه الغيرة والوفاء والشجاعة لديكم انتم الايزيديين قررت ان ارتجل لأرحب بكم .
حيث هاجموا معا قبيلة (قلكا و مەردۆدا) واستردوا المواشي وأخذوا بثأر چەتۆ ووجد (بشارێ زۆرو) بان ( میرزا قلكي و بكر شيخ دودي ) وهم مختبین في أحد الأودية حيث ألقى القبض عليهم احياء وقام بتسليمهم ل ( سلێ ).
وفي طريق العودة قال (بشارێ زۆرو) لـ سلێ ،سوف نذهب لتغير ملابسنا حيث تغطي الاتربة كل اجسادنا وسوف نأتي لزيارة والدك لاحقا . حيث سمح لهم سلێ بالذهاب. وعندما وصلوا للقبيلة شاهد ( فرحوێ عزير ئاغا) كل المواشي التي نهبها عشيرة قلكا و مەردۆدا) قد تم استرجاعها و ( بكرێ شێخ دۆدی وميرزايێ قلكی ) و هم مقيدين في منتصف الخيمة تعجب من النصر السريع الذي حققه ابنه (سلێ) وعندما سأله عن كيفية فعل كل هذا دون خسائر؟ قال له (سلێ) إن الشرف في كل هذا يرجع الى بيت ( زۆرو) وبقية الفرسان الايزيديين فلولاهم لما فعلنا شيئا . قال ( فەرحو ) واين هم الان . قال سلێ لقد ذهبوا إلى قبيلتهم . حيث ركب ( فەرحۆ) صهوة جواده ولحق بهم وقبل ان يصلوا الى ديارهم وصل إليهم (فەرحۆ) وأقام باقناعهم لكي يرجع معهم ويشكرهم على مافعلوه من اجله وان يستضيفهم في مجلسه .
حيث رجعوا معه.
وعندما وصلوا قال (بشارێ زۆرو ) ل ( فرحوێ عزير ئاغا) لم اجد في حياتي رجل أشجع وأكرم منك .
فقال له (فرحۆ) لكنني وجدت رجلا اشجع واكرم.
فقال (بشارئ زۆرو) ومن هو الرجل ؟
قال ( فەرحو) إنه أنت !
وقال ( فرحو ) ذات يوم قمت بتقديم الرشوة لقائمقام المدينة ليقوم بدعوة اخاك (ئسكانێ زۆرو ) وفرسانه لمأدبة غذاء وعندما قام ( ئسكان) ورجال قبيلتكم بتلبية الدعوة ولم يبقى سوى عدد قليل من الرجال في قبيلتكم ذهبت مع ٣٠٠ رجل لنهب مواشيكم وكنتَ حينئذ طفلا حيث ركبت على ظهر فرس دون سرج وكان في يدك رمح طويل وقمت بمطاردتي وهربت منك خوفا من أن تقتلني وأجبرتني على اتجاوز أراضي( ١٣) قرية من قرى الكورد لكنك لم تتركني وعندما لم اجد مفر قررت اخيرا ان اصعد بحصاني على سفح تل (مەرێ) وهي احدى التلال العالية في اطراف باتمان ، فقلت لنفسي بان حصاني فحل وفرسه دون سرج وهي انثى سوف ينزلق من على ظهرها عند النزول من التل ويسقط وحينذاك سوف اهرب منه.
لكنك نزلت من التل دون ان تسقط ورميت علي الرمح ومر بجانب اذني اليسرى ومن شدة قوة صوت الرمح لم اسمع باذني كلمة واحدة من ذاك اليوم ‘
فقلت لك من أين لك كل هذه القوة يا ولد ‘
فقلت لي إن هذه ليست ربع قوتي حيث كنت بين الأطفال وكنت جائعا جدا وعندما وجدتكم تغزون مواشينا ركبت على ظهر الفرس واعطى لي امي حفنة من النبات الخبيزة (تۆلگ) المطبوخ على ظهر الفرس ولو لم اكن جائعا لأصاب الرمح وسط صدرك ولخرج من الجانب الآخر.
وهذه الأغنية الفلكلورية بصوت المغني الشنگالي الخالد فقير خدر يسلط الضوء على جزء صغير من تلك الملحمة .