خلف حجي حمد
في زمنٍ بعيد، كانت هناك قرية إيزيدية تُدعى شيمرزي”شێمرزێ“، تقع بين جبل مقلوب وسهل حرير. كانت هذه القرية جزءاً من منطقة مزدهرة بالقرى الإيزيدية، لكن في عام 1832، غزاها الأمير محمد باشا الرواندوزي. هذا الغزو جلب معه فترات صعبة للإيزيديين، وأدى إلى تدمير العديد من القرى.
في قلب هذه القرية، كان هناك شاب يُدعى حسن، شاب طيب القلب وملئه الأمل. أحب حسن فتاة من قريته تُدعى (سۆرگول حسن شێرا)، التي كانت الأخت الصغرى لسبعة إخوة. كان حسن يعشق سۆرگول بجنون، وقرر أن يتقدم لخطبتها. لكنه قوبل بالرفض من قبل والدها وإخوتها، الذين لم يوافقوا على زواجهما.
لم يستسلم حسن، وتقدم لخطبة سورگول ثلاث مرات، وكل مرة كان الرفض هو الجواب. فقرر أن يختطف سۆرگولا ليأخذها إلى مكانٍ بعيد حيث يمكن أن يتزوجها دون معارضة. خطط حسن لتهريب سورگول إلى قرى مجاورة في مناطق كلك وباسك، لكن الأمور لم تسير كما كان يأمل.
وصل حسن وسۆرگولا إلى القرى المجاورة، ولكنهم لم يجدوا أي ملجأ. كان الناس في هذه القرى يخشون العواقب المحتملة إذا استضافوا الثنائي، حيث كانوا يخشون من الانتقام من عائلة سۆرگولا.
في النهاية، قرر حسن أن يأخذ سورگول إلى أحد أقاربه في مدينة شيخان (ئێسفنێ – عين سفني). كان لحسن أخ يعيش في شيخان، وعلم بهذا المخطط مسبقاً. لكن إخوة سورگول اكتشفوا مكانهم، وأجبروا أحد أقارب حسن على إخبارهم بأن الثنائي في طريقه إلى شيخان.
وصل حسن سورگول إلى أطراف مدينة شيخان. ترك حسن سۆرگولا بالقرب من مزار شيخ مند، وذهب إلى أقاربه ليطلب منهم استقبالهم. وافق الأقارب على استضافتهما، ولكن عندما عاد حسن ليأخذ سورگول إلى بيت الأقارب، وجدها قد قُتلت على يد إخوتها.
وُوجه حسن بالمأساة، ووسط هذا الألم، هاجمته إخوة سورگول وقتلوه أيضاً بخناجرهم. بعض الروايات تقول إنه انتحر حزناً على فقدان سورگول ، وترافق معها إلى العالم الآخر، دون أن يتحقق حلم زواجهما.
وإلى اليوم، تُحكى هذه القصة في منطقة شيخان، وتظل تذكاراً للألم والحب الذي لا يُنسى.