سیما تیڤی

سوف تبدأ حملة قطف ثمار الزيتون في معبد لالش النوراني

سما

من المقرر أن يبدأ موسم قطف الزيتون في معبد لالش في 27 من هذا الشهر بمشاركة الخدم والمتطوعين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية. يُعتبر موسم قطف الزيتون في معبد لالش مناسبة دينية مقدسة تعكس ارتباط الطائفة الإيزيدية العميق بالطبيعة والروحانية. وصرح لقمان سليمان، مسؤول الإعلام في معبد لالش لقناة سما ، أن شجرة الزيتون تُعدّ من الأشجار المقدسة في الديانة الإيزيدية، حيث يُعتقد أن شجرة الزيتون تُسقى بماء “إيوان” الخاص، الذي يجعلها تبقى خضراء ومثمرة طوال العام، ما يعكس رمز الحياة المستمرة والتجدد.

كما أكد سليمان أن “القناديل التي تُضاء داخل المعبد تمثل نور الله، وهي سمة أساسية في الطقوس اليومية والإيمانية داخل معبد لالش. هذه القناديل تُضاء نهارًا وليلًا في المعبد، وتُستخدم لأغراض العبادة الروحية. تُعتبر القناديل رمزًا للصفاء والنور الذي يضيء حياة المؤمنين”.

يستمر موسم قطف الزيتون لمدة سبعة أيام، حيث يشارك فيها الخدم والمتطوعون من الرجال والنساء، ليتم جمع الزيتون من الأشجار المثمرة المنتشرة في جبل عرفة المحيط بالمعبد. هذه العملية ليست مجرد عمل زراعي، بل هي أيضًا عمل روحاني مقدس حيث يساهم المؤمنون في إتمام طقوس دينية وتقاليد متوارثة عبر الأجيال.

وفي المعتقد الإيزيدي، هناك 366 قنديلًا في معبد لالش، وهي تمثل عدد أيام السنة، ويُعتبر الزيت المستخرج من الزيتون جزءًا أساسيًا في إضاءة هذه القناديل طوال العام. وتعتبر هذه القناديل، التي تتوزع في أنحاء المعبد، رمزًا للاستمرارية الروحية وعبادة النور، في حين أن زيت الزيتون يُعتبر المصدر الحصري لهذا النور، حيث يجب أن يأتي الزيت فقط من زيتون وادي لالش.

تتم عملية استخراج الزيت في شهر آذار من كل عام، وتُختتم بحفل خاص في أيام 16 و17 و18 من الشهر بحضور بابا شيخ والمجلس الروحاني، الذي يشرف على الطقوس والاحتفالات. يتطلب استخراج الزيت تقنيات تقليدية دقيقة، ويشارك فيه العديد من المتطوعين الذين يعكفون على هذه المراسم بكل احترام وتقدير.

تضم منطقة معبد لالش أكثر من 700 شجرة زيتون، وهي تُمثل المصدر الوحيد للزيت الذي يُستخدم لإضاءة القناديل. وتُعتبر هذه الأشجار جزءًا لا يتجزأ من الهوية الدينية والروحية للإيزيديين، حيث يُزرع الزيتون في بيئة طبيعية تحترم التقاليد الروحية. كل شجرة زيتون تُعدّ جزءًا من هذا التراث الغني، وتُعطى عناية خاصة طوال العام لضمان جودة الزيت المُستخرج، الذي يُستخدم في إضاءة قناديل معبد لالش على مدار السنة.

><