سما
تتواصل المعاناة القاسية للمجتمع الإيزيدي، حيث لا تزال أكثر من 600 جثة من ضحاياهم مُحتجزة في بغداد، تنتظر العودة إلى أحضان عائلاتها. هؤلاء الضحايا، الذين أُخذت أرواحهم في الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش في 2014، يمثلون مآسي إنسانية تفوق الوصف.
صرح خيري شنكالي، مدير منظمة باتريكور لحقوق الإنسان في شنكال: “منذ عام 2019، أرسلنا 650 رفات إلى الطب العدلي، لكن هجرة عائلات الضحايا إلى الخارج أدت إلى عدم قدرتنا على جمع عينات الدم الضرورية.” هذا العائق يعكس المعاناة المستمرة، حيث تبقى الأسر في انتظار الأمل الذي يبدو بعيد المنال.
تتجسد هذه الحالة في كلمات علي، أحد الناشطين، الذي يشير إلى أن الطب العدلي بحاجة ماسة إلى تعاون العائلات لجمع العينات. ومع تشتت العائلات في بلدان مختلفة، يزداد الألم مع كل يوم يمر دون تحقيق العدالة.
تذكّرنا الأحداث المروعة التي وقعت في 3 أغسطس 2014 بشجاعة الضحايا، حيث أُعدم المئات بلا رحمة في مقابر جماعية. ومع اكتشاف هذه المقابر بعد التحرير، تبقى العديد من القضايا عالقة، والألم يتجدد مع كل ذكرى.
كل رفات لم تُعد هي قصة إنسانية مؤلمة تحمل في طياتها آمالًا وأحلامًا لم تتحقق. إن السعي لتحقيق العدالة وإعادة الرفات ليس مجرد واجب قانوني، بل هو نداء للرحمة والتضامن مع المجتمع الإيزيدي، الذي يحتاج إلى دعمنا في رحلته نحو الشفاء والاعتراف بمعاناته.