سما
خدر فقير يعتبر من كبار الفنانين الإيزيديين في قضاء شنكال. فاسمه الكامل خدر خديدا كجل من عشيرة فقراء آل زرو. ولد الفنان الراحل خدر فقير سنة (1950) في قرية (سمي هيستر ) الواقعة في قرية كرسي, والدته (عدول إبراهيم خلف )وهي من أقارب والده في النسب وله من الإخوة خمسة أشقاء وأخت واحدة.
ترعرع الفنان خدر فقير في قرى (كرسي )، في مسقط رأسه قريتي سمي هيستر و كولكا الواقعتين في الجهة الشمالية من جبل شنكال ، و ذهب إلى المدرسة وداوم فيها حتى الصف الخامس الابتدائي و بسبب ضروف صعبة انذاك رحلت عائلته من قريتهم الى قرية ملك في كرسي ثم إلى قرية برانه، مما اضطر إلى ترك المدرسة مبكراً، ولا شك في أن هذا الأمر كان له أثر كبير على حياته. عندما ترك خدر فقير دراسته الابتدائية لاسيما إنه كان شاطراً وذكياً بفكره واستيعابه للأمور.
لم يذهب خدر فقير الى العمل لكسب المعيشة كما كان الناس يذهبون سابقاً و حالياً يفعلون لكسب لقمة العيش وكان مدللا عند والديّه ونستطيع القول في أن غنائه ساعده في تسيير بعض أموره المادية ولاسيما اشتراكه في الحفلات الفلكلورية في دواوين الكبار ورؤساء العشائر و مجالس الشيوخ في (شنكال و ولات شيخ )بمختلف المناسبات.
تزوج خدر فقير من غزال سنة(1974)، و لديهما (11) أطفالاً بأسماء ( علي ، ميان،تحسين، اسماعيل، سعيد ،خيري ،هدية، ناصر ،دلفين ،دلخواز ، روكن)، وأصبحت غزال شريكة عمره في كل شيء، وعدا تربيتها لأولادهما فقد كانت الحافز الأساسي لتطور فن خدر فقير وغنائه حيث كانت ملهمته والسند القوي له في السرَّاء والضرَّاء. عبر علاقتهما القوية وتفاهمها الكبير أصبحت غزال تتعلم سرد تلك القصص الغنائية النابعة من الفلكلور الشنكالي الأصيل.
بدأ الراحل خدر فقير مشواره الفني منذ صباه ودأب على الغناء الفلكلوري في منطقة شنكال، والذي يمتاز بنكهته المميزة عن باقي الألوان الغنائية عن بقية الفنانين الآخرين تعلم الغناء من والده و تعلم كثير من الأغاني من الفنان الراحل شيخ موس و شيخ سلو و كان يعتبرهما بمثابة معلم له و بعد ذلك تعلم الكثير من الأغاني والفلكلورية .
و بدأ بتسجيل اول كاسيت في سنة ( 1970)لأن اللون الغنائي في شنكال مستنبط من قصص وأحداث تاريخيّة قديمة حدث لشنكال و الايزديين و أغلبها تحكي عن الظلم والاضطهاد الذي عانوه، واستمرّ بالغناء التراثي ومواويله حتى اشتهر صوته في مختلف مناطق كوردستان وشاركت في برنامج تلفزيونية كثيرة في قنوات محلية و فضائية كوردية في اقليم كوردستان بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المهرجانات و المناسبات الوطنية و القومية للغناء فيه . كان يتميّز خدر فقير في فنه بالغناء باللهجات السورانية والبادينية (كورمانجي) ، بالإضافة الى تواجده الدائم في مضايف رؤساء العشائر و مجالس الأغوات في شنكال وكوردستان و من اشهر أغانيه مازال يستذكر في أذهان المستمعين قد غناها عن العشق و الحب و التاريخية و الإبادات مثل (درويش عبدي، حمي و كنعين،مالا قطو و ناسر ،تمر بك زري، جاسم بك، عدول و كينج خليل، و الأغنية المفضلة عنده كان (عيشا بالي) و قد غنى أغاني فنانين اخرين من شنكال مثل (شيخ موس ،شيخ سلو، درويش شيخ ميرزا، كجي عمي،لزكين سيدو،قبال دومو، بير مجو و خلف الياس).
كان للفنان خدر فقير مشاركات رسمية على مستوى الأحداث في العراق ما قبل و بعد 2003، وحضوره في مناسبات احتفالية او غنائية أعدتها بعض القنوات التلفزيونية الكوردية في الاقليم.. ونستطيع القول أن فن خدر فقير ولونه الغنائي اشتهر حتى وصل الى المناطق الكوردية اجزاء كوردستان الغربية و الشمالية . ولم يتوقف عطائه الفني الا بتوقف نبضه عن الحياة رغم حزنه العميق على رحيل زوجته وشريكة حياته تأثرت كثيراً برحيل عقيلته .
خدر فقير رحل عن الفن الشنكالي الأصيل.
في يومٍ صيفيّ من شهر حزيران بسبب صراعه مع مرض السكري والقلب وحزنٍ ألم به بعد رحيل زوجته غزال، التي أحبها وعاش معها سنوات الحب والعشق، وأخذ منه الحزن والمرض مأخذه حتى فارق الحياة في نهار يوم (29/ 6/ 2009) بداره في مجمع بورك، ليترك لشنكال وأهلها وأولاده و الايزديين وكوردستان عامةً سنوات من فنه الزاخر بالعطاء .