بقلم الدكتور نايف كوردستاني
تُعدُّ مدينة شنگال من المدن الكوردستانية القديمة تقع في الجزيرة الفراتية بجنوب غرب إقليم كوردستان، وقد اختلف المؤرِّخون كثيرًا في تسميتها لكنّني أرى أنَّ كلمة (شنگال) مركبة من كلمتين (شنگ) أي الجميل، و(آل) أي الجهة، وتعني (الجهة الجميلة) في اللغة الكوردية، وأغلب سُكّانها قديمًا من الديانة الكوردية الإيزيدية. وعندما نُقلِّبُ صفحات التأريخ الكوردي الحقيقي لوجدنا أن الديانة الإيزيدية هي من الديانات الكوردية القديمة جدًّا، وكانت موجودة قبل ديانتي اليهودية، والمسيحية في كوردستان، ومن الطبيعي جدًا أن ترى كورديًا إيزيديًا، أو يهوديًا، أو مسيحيًا، أو مسلمًا فضلًا عن بقية الديانات الأخرى الموجودة في كوردستان، ومن الجدير بالذكر أن الإيزيدية كانت ديانة معظم الكورد قبل انتشار اليهودية، والمسيحية، والإسلام في كوردستان بدليل أن معتنقي هذه الديانة يتمركزون في حدود كوردستان. وجُلُّ الإيزيدية موجودون ضمن الرقعة الجغرافية في كوردستان، ومناطقها الجبلية، ولغتهم الأم التي يتحدثون بها هي اللغة الكوردية (اللهجة الكورمانجية -الشمالية -) وعبر التأريخ لم ينكروا أصلهم، وانتماءهم القومي لكوردستان، ونصوصهم الدينية جميعها باللغة الكوردية- اللهجة الكورمانجية-. ومنذ أن دخلت الإيزيدية ضمن الاحتلال العثماني للمناطق الكوردستانية كانت تتعامل معهم من خلال المراسلات الرسمية بأنهم من القومية الكوردية، وديانتهم إيزيدية، وقد تعرض الإيزيديون إلى (34) حملة من حملات الإبادة الجماعية على يد السلطات العثمانية من سنة (1585م) إلى سنة (1918م). وما يُناهز من (40) حملة قام بها المسلمون المتطرفون (العرب، والكورد) على مراحل مختلفة نتيجة تمسُّك الإيزيدية بديانتهم، وانتمائهم القومي الكوردي. وقد تعرَّضت شنگال إلى سلسلة من عمليات التعريب منذ عمليات الغزو العربي باسم الإسلام في سنة (16 هــ – 637م)، وأخذ التعريب على أشكال، ومراحل مختلفة في شنگال سنتطرق إلى أبرزها، وأشدّها إبّان الاحتلال العثماني لكوردستان، فقد شنَّ والي بغداد (حسن پاشا) أكبر حملة على الإيزيدية في شنگال بسنة (1715م)، وقاوم الإيزيديون أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، ولكنَّ سرعان ما ألحق الخسارة بهم، ثُمَّ عيّن الشيخ (محمد ذياب) أحد شيوخ قبيلة (الطي) العربية الموالية للأستانة حاكمًا على شنگال لكي لتصبح منطقة تابعة إلى ولاية بغداد ! ووكلّت مهمة توطين العشائر العربية في شنگال إلى (محمد ذياب)، علمًا أن قبيلة (طي) هي من أصول عربية (يمينة) نزحت من (اليمن) إلى (نَجْد) قبل (500) سنة، وبعد استقرارها فيها نزحت بعد ذلك إلى العراق. ثُمَّ بعد ذلك اتّفق العثمانيون مع قبيلة (شَمَّر) العربية ضد وجود الإيزيديين في شنگال، وقدّمت السلطات العثمانية الدعم الكامل لقبيلة (شَمَّر) لكي يفرضوا سيطرتهم على الإيزيدية من أجل حماية مصالح الدولة العثمانية المحتلة في المنطقة إلا أنهم يستطيعوا فرض سيطرتهم بالكامل. وتعدُّ قبيلة (شمّر) من القبائل العربية التي جاءت من (الحجاز) إلى العراق من خلال دعم العثمانيين، والعراقيين لهم فيما بعد، وتوطينهم في المناطق الكوردستانية. وخلال فترة حكم والي العراق مدحت پاشا (1869م – 1872م) قام العثمانيون في حقبته بتوطين العشائر العربية الرحّالة في شنگال، مثل: (شمّر، والعنزة، والدليم، وكعب). وفي سنة (1892م) كلّف السلطان (عبد الحميد الثاني) الفريق (عمر وهبي پاشا) بمهمة تعريب منطقة شنگال، وإسكان قبيلة (شَمَّر) فيها، ولاسيما في الأراضي الصالحة للزراعة! ثُمَّ استمرت عمليات التعريب في شنگال حتى بعد تشكيل أول حكومة عراقية في سنة (1921م) إلى سقوط نظام البعث في سنة (2003م). وكانت خطة الحكومة العراقية في الحقبة الملكية ترمي إلى تعريب مناطق كوردستان الإستراتيجية الغنية بالنفط، والموارد الطبيعية، والأراضي الخصبة الزراعية. وقـد سـعى رشـيد عـالي الكيـلاني في سنة (1941م) إلى إبعـاد الكـورد عـن أراضيهـم، وتوطـن العـرب محلهـم، وقـد قامـت الحكومـة العراقيـة بتشـكيل مديريـة في الأربعينيـات باسـم (مديريـة العشـائر العامـة) كانـت تتبـع وزارة الداخليـة كـما تـمّ تشـكيل شـعبة باسـم (الإسـكان الريفـي)، وقد سعت هذه المديريـة والشـعبة إلى تنظيـم، وتسـهيل اسـتيطان العشـائر العربيـة البدويـة في مناطـق كوردسـتان حيـث تـم باسم (توطـن العشـائر) بناء مسـتوطنات في سنة (1948م) في مناطـق سهل تلعفر، وشنگال، وتم توزيع الأراضي على العرب؛ لتشجيعهم على القيام بزراعة هذه الأراضي، ومن ثَمَّ الاستقرار فيها.
وبعــد إكمــال مشــروع الحويجــة ســعت الحكومــة العراقيــة بـيـن الأعــوام (1951م-1965م) إلى اسـتقدام أعــداد كبـيـرة مــن العوائــل، والعشــائر، والقبائل العربيــة إلى ســنجار، وتــم بنــاء (400) قريــة مســتوطنة لتوطــين العــرب بــين منطقتــي في شنگال، والحضــر، وكانـت تضـم (47400) نسـمة، وفي منطقـة شـمال شرق شنگال تـمّ بنـاء (152) قريـة عـدا بنــاء (172) قريــة قــرب شنگال التــي ضمــت (32200) نســمة، وقد جلبـت الحكومـة العراقيـة أعـدادًا كبـيرة مـن العـرب البـدو، وطنتهـم في هـذه المناطـق مـن كوردسـتان، وبالرغـم مـن ذلـك، فـأن نسـبة الكـورد في إحصائيـة عـام (1957م) كانـت (80%) في شنگال، وهكـذا يتبـن للمتلّقي دور الحكومـة العراقيـة في مجمـل عمليــة التعريــب بالعهــد الملكــي، وحتــى ســقوطها في (14 تمــوز 1958م) التــي كانــت تهــدف دائمًا لتعريــب كوردســتان بتوطــن العــرب في مناطــق، وأراضي الكــورد. وبيـن عامـي (1963م-1964م) تـمّ ترحيـل، وطـرد المواطنيـن الكـورد مـن (11) قريـة ضمـن الحـدود الجغرافيـة لقضـاء شنگال، والمتاخـم للحـدود العراقيـة- السـورية، وتـم توطينهم في مجمعـات قسريـة بنيـت خصيصـًا لذلـك. عندما شُرّع قانون المحافظات العراقية في نهاية الستينيات لم يدخلوا لـواء كركـوك الغنـي بالنفـط، وكذلـك مـدن كوردستانية أخـرى، مثـل خانقيـن، ومناطق شنگال، والشــيخان، وجميــع مناطــق الكــورد الإيزيديــة فيها. وتم توطين العشائر العربية في شنگال وفقًا لقرار مجلس قيادة لثورة المرقم (88) في (19/8/1968) تمّ ترحيل عشيرة (الصايح) العربية إلى قضاء شنگال، واستولت على الأراضي الزراعية التي تعود للعشائر الكوردية الإيزيدية تحت ذريعة تطبيق قانون الإصلاح الزراعي. وبعد اتفاق (11آذار1970م) وهو أول اعتراف رسمي من الحكومية العراقية بوجود منطقة كوردية، وكانت المادة (14) من البيان مختصّة بتحديد المناطق الكوردية، ولم يدخلوا كركوك، وخانقين، وشنگال، ومناطق كوردية أخرى ضمن مناطق الحكم الذاتي خشية وقوع المنطقة تحت السيطرة الكوردية، وقد تنصّلت حكومة البعث من تلك الاتفاقية. وبعد انتكاسة ثورة أيلول المجيدة إثر اتفاقية الجزائر في (6 آذار 1975م) جلب نظام البعث قسمًا من العشائر (الجحيش، والحديدية، والمتيوت) العربية إلى المناطق الكوردستانية الإيزيدية. اعتمد حزب البعث البائد على كثير من المرتزقة الكورد (المسلمين، والإيزيديين) التي كانت تُسمّى بالأفواج الوطني، أو الفرسان لشقِّ الصف الكوردي مقابل تقديم الدعم المالي، ومنح بعض الامتيازات لهم حول عمليات التعريب، ومن هؤلاء (بايزيد إسماعيل چول بگ) الذي وجّه كتابًا إلى رئيس الجمهورية (عبدالسلام عارف) عن طريق وزير الداخلية في (18 تشرين الأول 1964م)، وكان عنوان الكتاب هو (دعم الدعوة العربية في بني أمية اليزيدية)، ومحاربة القومية الكوردية للإيزيدية في قضائي الشيخان، وشنگال، ثُمَّ افتتح (المكتب الأموي) في بغداد بشارع الرشيد، وكانت السلطات العراقية تُحرِّض الكُتّاب ضدهم، وأنّهم فرقة منحرفة منشقة عن الإسلام، وقوميتهم عربية ! وفي تعداد سنة (1977م) سُجّل الكورد الإيزيدية كُلّهم عَربًا في سجلات الحكومات العراقية، وقد أصبح (المكتب الأموي) محلًا للسخرية من قبل الإيزيديين، والكورد بصورة عامة! وأخذت عمليات التعريب الممنهجة أشكالًا، وأساليب كثيرة، ومتنوعة، فلم تكتف الحكومات العراقية المتعاقبة بتدمير مئات القرى الإيزيدية، وحرقها وتوطين القبائل العربية فيها، وشنّ حملات عسكرية عليهم، وقتلهم، وترحيلهم، وتهجيرهم، وإسكانهم في مجمعات قسرية. وقد أصدرت الحكومة البعثية في (9 أيار1975م) قرارًا يقضي بترحيل (160) قرية، وإسكانهم في (12) مجمعًا قسريًا، وإطلاق تسميات عربية ذات طابع عروبي قومي، نحو: مجمع اليرموك (بورك)، ومجمع القادسية (دووهولا)، ومجمع الأندلس (گوهبەل)، ومجمع حطين (دووگرێ)، ومجمع العروبة (زۆر ئاڤا)! وفي تلك السنة أيضًا تـــم تخريـــب (6) محـــلات ســـكنية في شنگال، وهـــي:( بـــرج، وكال، وبـــرسي، وبـــر بـــروژ، وكـــورا ســـتى، وسرا)، ثم بـــدأت عمليـــة تغيـــر أسمـــاء القـــرى المحيطـــة في شنگال. مراحل التعريب في مناطق الكورد الإيزيديين بشنگال: – تدمير القرى الإيزيدية. – توطين العشائر العربية في المناطق الإيزيدية. – تغيير الهوية القومية الإيزيدية من الكوردية إلى العربية. – التهجير القسري للإيزيدية من قراهم إلى مجمعات، وبأسماء عربية قومية بطابع بإسلامي! – تشجيع العرب على الاستيطان في المناطق الإيزيدية من خلال دعمهم ماليًا، وتوزيع الأراضي عليهم! – منح كل عائلة عربية تقطن في المناطق الإيزيدية بشنگال، والشيخان، ودهوك مبلغًا ماليًا يقدر بــ (25000) ألف دينار! – تغيير الأسماء الكوردية للقرى، والمناطق الكوردية، ومنها الإيزيدية إلى أسماء عربية!.
اســتمرت سياســة النظــام البعثــي العفنــة في سنة (1976م)، وبــدأت مرحلــة قولبــة الكــورد، وتضييــق كوردســتان إلى الحــد الممكــن، ووضع النظام برنامجًا يستغرق خمسـة أعـوام، وهي خطـة خمسـية (1976م-1981م)، وكان هـذا البرنامـج يرمـي إلى تخريـب، وترحيــل ســكان القــرى الكورديــة ابتــداءً من مناطــق كركــوك، وخانقــن، ومنــدلي، ومخمــور، وشنگال، وزمــار، وبعــد ترحيــل الكـــورد مـــن هـــذه القـــرى، وبحُجَّـــة حمايـــة الآبـــار النفطيـــة قـــام النظـــام بتوطـيــن العــرب في هــذه القــرى. لقد أصبحت منطقة شنگال من المناطق المستقطعة من كوردستان بعد سقوط نظام البعث التي تعرف بالمادة الـــ (140) في الدستور العراقي لعام (2005م) المصوّت عليه من الشعب العراقي، وقد حاول ساسة بغداد عرقلة هذه المادة بشتّى الوسائل إلا أن قرار المحكمة الاتحادية كان له كلمة الفصل، وإنهاء الخلاف بشأنها للذين يقولون بأن المادة (140) قد انتهت صلاحيتها إلا أنها مادة دستورية سارية المفعول إلى الآن! وتعدّ عمليات التعريب من الجرائم الكبرى التي نفّذت على شعب كوردستان بصورة عامة، وشنگال على وجه الخصوص من الحكومات، والأنظمة القمعية التي تُهدِّد الأمن القومي الكوردستاني حتى الآن. ويمكن عدّ عمليات التعريب من الجرائم التطهير العرقي، وقد حورب الإيزيديون من ناحيتين الأولى: القومية، والثانية: الدينية، وهناك بعض الجهات السياسية تحاول جاهدة فرض هوية جديدة عليهم، وهي القومية (الإيزيدية)، وبعض الفصائل الخارجة عن القانون تفرض هوية طائفية مذهبية، وربطها بولاية الفقيه! وقد كانت لعمليات ترحيل، وتعريب الإيزيديين دور بارز في تغيير خارطة انتمائهم القومي، وتوزيعهم الجغرافي، وانخفضت نسبة الإيزيدية في شنگال من (65%) إلى (59%) خلال الأعوام (1965م-1977م). وأصبحت شنگال قضاءً منذ (490) عامًا، وهي ما تزال تتبع إداريًا محافظة نينوى، وهي ذات أغلبية كوردية من (المسلمين، والإيزيدية) منذ القِدَم، وقد حرصت الحكومات العراقية المتعاقبة على عدم استحداث محافظة جديدة باسم (شنگال) لكيلا تتبعها المناطق، والمدن، والقرى، والقصبات الكوردية لكيلا تزاد محافظة كوردية أخرى، وهذه القضية ضد مصلحة الحكومة العراقية التي مارست عمليات التعريب بحقها! وفي (3آب 2014م) احتل قضاء شنگال على يد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحقهم من عمليات القتل، والسَّبي، والتهجير، وهي تدخل ضمن عمليات الإبادة الجماعية. ثُمَّ تحرّرت مدينة شنگال الكوردستانية على يد قوات الپـيشمرگـة البطلة بقيادة فخامة الرئيس (مسعود بارزاني) في (13 تشرين الثاني 2015م)، وأعلن تحريرها على سفح جبل شنگال، واليوم تحاول بعض الجهات السياسية، والفصائل المسلّحة أن تنسب لنفسهما تحرير المدينة! وبين الحين، والآخر تظهر دعوات لفصل الإيزيدية عن كوردستان، وانسلاخها منها لاسيما الذين يدّعون بأن الإيزيدية قومية مستقلة عن الكورد! هناك أدلة كثيرة تُؤكِّد على الأصل الكوردي للإيزيديين، ففي مقدمة ذلك أن اللغة التي يتكلمون بها هي اللغة الكوردية التي تُشكِّل لغتهم القومية، فضلًا عن أن اللغة الكوردية هي لغة الديانة الإيزيدية، فالكتابان المقدسان – لدى الإيزيدية – هما (الجلوة)، و(مصحف رش) قد كُتبا باللغة الكوردية، وبأبجدية كوردية أصيلة، وقديمة، وقال (مارك سايكس):”بأن الإيزيديين يتكلمون الكوردية، ويتعبَّدون بها، ويعتقدون بأن إلههم نفسه يتكلم الكوردية”، وجاء في تقرير قدّمته لجنة الاستقصاء حول مشكلة الموصل إلى مجلس عصبة الأمم (الأمم المتحدة حاليًا) حول الكورد الإيزيدية أنهم يعتقدون بأن لغة الجنة هي اللغة الكوردية، وأن هذه الطائفة تقيم عباداتها أيضًا باللغة الكوردية. إنَّ محل ظهور الإيزيديين، ونشأتهم هي البلاد التي يسكنها الكورد منذ القدم، وأن جميع مناطق سكناهم داخلة ضمن أراضي كوردستان، وهم جزء لا يتجزأ من شعب كوردستان. ويرى الأمير (جلادت بدرخان) أن الإيزيدية كورد أصلاء بل عريقون في أصلهم الكوردي. وقد استغلت الحكومات العراقية المتعاقبة الإيزيدية أبشع استغلال من حيث التدخل بتغيير قوميتهم، وتشويه دينهم، وذكر الإيزيديون في الدستور العراقي الدائم لعام(2005م) بأنهم ديانة، وليست قومية كما في المادة(2/ثانيًا):” يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة، والممارسة الدينية كالمسيحيين، والإيزيديين، والصابئة المندائيين”. وقد تعامل معهم كديانة كما في قانون ديوان أوقاف الديانات المسيحية، والإيزيدية، والصابئة المندائية المُرقَّم (58) لسنة (2012). ومن المؤسف جدًّا أن نرى من يتاجر بالإيزيدية في مجلس النواب العراقي كما فعل رئيس الكتلة الإيزيدية النيابية طالبًا بتثبيت الإيزيدية كقومية، وقد جمع توقيع (182) نائبًا عراقيًا على طلبه من أصل (329) نائبًا!.
إذا كانت الإيزيدية (قومية) كما يدّعي رئيس الكتلة الإيزيدية، ومن يسير على منوالهم، فمن أين تنحدر أصولهم، وما اللغة التي يتحدثون بها، وإلى أية عائلة لغوية تنتمي، ومن قال بذلك من المؤرِّخين، والرَّحَّالة، ورجالات الدين الإيزيدي بأنهم قومية مستقلة عن الكورد؟! إنَّ هذه الخطوة هي محل تشكيك بقومية الإيزيدية الذين يعدّون من الكورد الأصلاء في كوردستان بدليل أن الإيزيدية موجودون في كوردستان فقط، والنواب الموقّعون هم من كتل سياسية مختلفة عدا نواب الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ونواب من السُّنّة، ونواب آخرين لم يوقِّعوا على الطلب المُقدَّم! وهذه محاولة أخرى من المحاولات لفصل الإيزيدية عن كوردستان، وكانت هناك محاولات من أطراف عربية في سوريا حول هذه القضية لكن جوبه الطلب بالرفض! كل هذه المحاولات الجديدة القديمة لا قيمة لها سوى إحداث ضجيج، والتلاعب بمشاعر الآخرين؛ لأن القوميات لا تتغير لكن الدين والمذهب يمكن أن يتغيرا. يا تُرى أين كان هؤلاء النُّوّاب الموقِّعون على الطلب المُقدَّم من حقوق الإيزيدية، وإعمار مدنهم، وأين هم تطبيق اتفاقية سنجار؟! وقد أكّد فخامة الرئيس، وزعيم الكورد، وكوردستان (مسعود بارزاني) في كثير من خطاباته، ولقاءاته:” بأن الإيزيدية جزء أصيل من شعب كوردستان”، وهذا هو دستورنا الذي نؤمنُ به رفعت الأقلام، وجفّت الصُّحف.