سیما تیڤی

 سماحة الباباشيخ: ”لقد أثبت الإيزيديون للعالم أجمع أنهم شعب لا يمكن محوه أو كسر إرادته“

سما

في ذكرى مرور عقد كامل على واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث، أصدر سماحة الباباشيخ، شيخ علي شيخ الياس، بياناً مؤثراً يستذكر فيه المأساة التي حلت بالمجتمع الإيزيدي في شنكال. هذا البيان يأتي كتذكير قوي للعالم بأن جراح هذه الفاجعة لا تزال مفتوحة، وأن الطريق نحو العدالة والتعافي لا يزال طويلاً.

في الثالث من أغسطس عام 2014، شهدت منطقة شنكال هجوماً وحشياً من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش). هذا الهجوم لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان محاولة منهجية لمحو وجود الإيزيديين وطمس ثقافتهم وتاريخهم العريق. آلاف الأبرياء من نساء وأطفال ورجال راحوا ضحية هذه الجريمة البشعة، حيث تعرضوا للقتل والخطف والتعذيب والعبودية في مشهد صادم للضمير الإنساني.

رغم فداحة الجريمة وبشاعتها، أكد الباباشيخ في بيانه على الصمود الأسطوري للمجتمع الإيزيدي. وقال: ”لقد أثبت الإيزيديون للعالم أجمع أنهم شعب لا يمكن محوه أو كسر إرادته“. هذه الكلمات تعكس روح المقاومة والتحدي التي أظهرها الإيزيديون في مواجهة محاولات الإبادة.

في بيانه، دعا الباباشيخ إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لدعم الناجين وتحقيق العدالة. وتضمنت هذه الدعوات تقديم الدعم الشامل للناجين وعائلات الضحايا، بما في ذلك الرعاية الصحية والنفسية وتوفير سبل العيش الكريم، وتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، وتكثيف الجهود للكشف عن مصير آلاف المفقودين الإيزيديين وإعادتهم إلى أهلهم، والعمل على إعادة النازحين إلى ديارهم بكرامة وأمان، وإعادة بناء مجتمعاتهم.

كما أشاد البيان بالجهود المبذولة من قبل حكومة إقليم كوردستان والمجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في دعم الإيزيديين خلال السنوات العشر الماضية، داعياً إلى مزيد من التعاون والتنسيق لتحقيق العدالة وإعادة بناء المجتمع الإيزيدي.

اختتم الباباشيخ بيانه برسالة قوية للمستقبل، مؤكداً أن ذكرى هذه الإبادة ستظل حية في القلوب والعقول، وستكون ”حافزاً لنا جميعاً للعمل من أجل بناء مستقبل أفضل، تسوده العدالة والمساواة والسلام“. هذه الكلمات تعكس الأمل والتصميم على تجاوز المأساة وبناء غد أفضل.

إن هذا البيان الصادر في الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية الإيزيدية يمثل صرخة قوية من أجل العدالة والتعافي. وهو يذكر العالم بأن مأساة الإيزيديين لم تنته بعد، وأن هناك حاجة ملحة لمزيد من العمل والدعم الدولي لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم، ولمساعدة الناجين على إعادة بناء حياتهم. إنه نداء للضمير العالمي للوقوف إلى جانب الإيزيديين في نضالهم من أجل العدالة والكرامة والسلام.

 

><