سیما تیڤی

من القاهرة إلى شنگال … الصحافة الكوردية تواصل رسالتها في نقل مآساة وصوت الإيزيديين إلى العالم

 

سما

أسس مقداد مدحت بدرخان وشقيقه عبد الرحمن بدرخان أول صحيفة كوردية باسم” كوردستان” والتي ظهرت الى النور ضمن الحراك التنويري الكوردي, وذلك في يوم 22 نيسان من عام 1989, وفي مدينة القاهرة, عاصمة جمهورية مصر,وفي وقت كانت فيه كوردستان تحت سيطرة الاحتلال العثماني,وكان النضال من اجل الحفاظ على اللغة والثقافة الكوردية يواجه تحديات كبيرة وجسيمة.

صحيفة ” كوردستان” كانت تنشر باللغتين الكوردية والتركية,وقد اولى القائمون عليها اهتماما خاصا بنشر الوعي القومي, والاهتمام باللغة الكوردية,والتعليم,والمطالبة بحقوق الشعب الكوردي في ظل الدولة العثمانية الى جانب مقالات ادبية ونقدية غنية كتبها كبار الكتاب الكورد.

ورغم العقبات القاسية والضغوطات, تم اصدار 32 عدداً من الصحيفة,وحققت اهدافا نبيلة وشكلت انجازات ذهبية في تاريخ التنوير الكوردي,حيث مهدت الطريق لظهور العديد من الصحف والمجلات الكوردية الاخرى,وواسهمت في تقدم اللغة الكوردية أكاديمياً ونشأت علاقات متينة بين المفكرين الكورد.

واصلت الصحيفة صدورها في مراحل لاحقة من مدن مثل جنيف,ولندن,وفولكستون, الى ان توقفت اصدار هذه الصحيفة في عام 1902,لكنها رغم توقفها,ظلت حية في الذاكرة,اذ شكلت محطة نضالية مهمة عبر مراحل تاريخية صعبة,وصولا الى العصر الحالي الذي دخل فيه الاعلام الكوردي عصر التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.

مرت(127) عاماً على اصدار اول صحيفة كوردية في القاهرة, وقد اسهمت بفعالية في ايصال صوت المكونات الى العالم,ومن ابرز هذه المكونات المجتمع الإيزيدي الذي تعرض لابشع الانتهاكات على ايدي ارهابيي داعش ,اذ ساعدت الصحافة الكوردية في تسليط الضوء على معاناته,خصوصا خلال فترة الابادة الجماعية والتهجير من  سنجار”شنكال” في الثالث من اغسطس2014, وساهمت بشكل كبير في خلق وعي دولي بقضية الإيزيديين.

 

 

 

><